المتاحف ليست مجرد أماكن يمكننا من خلالها النظر إلى الأشياء المثيرة للاهتمام، فالمتاحف لديها شخصية، ولديها تاريخ، وتقدم أنواع مختلفة من الفنون، ومن أبرز المتاحف المتخصصة فى نوع مختلف من الفنون، متحف "البشرية" فى باريس الذى أعيدت إليه الحياة مجددًا بعد تجديدات استغرقت ست سنوات، ويعد هذا المتحف الأنثروبولوجى من أكثر المتاحف الرائدة فى فرنسا بمجال أصل الجنس البشرى وتطوره وأعراقه وعاداته، هذا المكان أتى إليه بيكاسو للنظر والتعرف على الفنون الأفريقية، إضافة إلى ماتيس، وبرانكوزى وديرين، حيث تشكلت فى هذا المتحف صورة لما كان يعرف آنذاك باسم "الفن البدائى"، حيث تناغمت روائع الفن الحديث من منحوتات بيكاسو إلى ألوان ديرين وأعمدة برانكوزى. وتكلفت تجديدات المتحف أكثر من 90 مليون يورو (103 ملايين دولار) للمبنى الذى اقيم عام 1937 فوق تلة مقابلة لبرج إيفل على نهر السين، وأغلق المتحف للتجديد فى 2009 إثر تراجع عدد الزائرين عقب قرار الرئيس السابق جاك شيراك قبل ذلك بسنوات قليلة بنقل محتوياته إلى متحف (كواى برانلى) الذى كان حديثا آنذاك، وبينما ظل الشكل الخارجى للمبنى على حاله يقدم المتحف معروضات لتاريخ وتطور البشرية تمتد على مساحة 2500 متر. ويشتمل المتحف على مجموعة كبيرة من المعروضات من بينها جماجم للإنسان العصرى القديم والفيلسوف الفرنسى وعالم الرياضيات رينيه ديكارت بجانب بهو لتماثيل نصفية من القرن التاسع عشر تمثل تنوع البشر، ويفتح المعرض حاليًا أبوابه للجمهور ويستمر الدخول إليه مجانا ثلاثة أيام وقالت إيفيلن هاير أمينة المتحف "إن المتحف يركز على ثلاثة ثلاثة أسئلة، من نحن؟ ومن هو الإنسان؟ ومن هذا الجانب إبراز أن الإنسان ينتمى إلى مملكة الحيوانات وأن الإنسان هو نتيجة تقاطع عناصر بيولوجية وثقافية، وهذا الشق الأول، أما الشق الثانى فيتعلق من أين نأتى نحن والشق الثالث إلى أين نتوجه؟" وأشار باحث ونائب الأمينة العامة "ما نريد أن يحفظه الزائر من خلال زيارته للشق الأخير من المعرض هو أن الأسئلة الكبيرة التى تطرح فى مجتمعنا الحالى، وتعود الإنسان على حاله فى الأخير، هى أسئلة طرحت منذ حوالى عشرة آلاف عام، لذك من المهم أن نتساءل إذا ما أجابت الإنسانية على هذه الأسئلة أم لا". موضوعات متعلقة.. - اليوم.. مركز "توثيق التراث" يقيم عرض بانورامى ب"جامعة القاهرة"
