سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لماذا يهرب الشباب من الحياة إلى الموت بالانتحار؟.. أحلى سنوات عمرهم تضيع فى التمنى والإحساس بالقهر و"ضيق اليد".. و3000 محاولة انتحار فى مصر منذ بداية العام
اليوم أنقذت شرطة المسطحات النهرية شابا حاصلا على دبلوم صنايع من الانتحار، حاول إلقاء نفسه فى النيل من أعلى كوبرى 15 مايو بالعجوزة، لمروره بظروف أسرية وضائقة مالية، لعدم عمله، نظرا لإعاقته فى يده اليسرى، فمن ذا سيلحق ذى عاهة لديه؟ وهو يعلم أنه لن يؤدى كامل ما يقوم به الشخص صحيح البدن؟ "عذرا زوجتى فشلت فى إسعادك".. هذه العبارة المقتضبة لخصت سبب إنهاء عامل لحياته شنقًا، داخل شقته بمدينة السلام، تاركا لزوجته خطابا اعتذر لها فيه عن عدم استطاعته توفير حياة كريمة لأولاده، بسبب مروره بضائقة مالية، مما اضطره للانتحار، دون أن يدرك أنهما معا يواجها مر الحياة خيرا من فراره وتركها تصارع بمفردها. عامل يأس من تدبير نفقات تأسيس منزله للزواج رغم كبر سنه، إلا أنه فشل فعمله غير ثابت ويوم "فيه ويوم مفيش" ولا أحد يرضى به، فقرر ينهى حياته مسموما. العجز وقلة الحيلة من توفير علاج ابنه المصاب بالسرطان، دفعا حداد إلى شنق نفسه، بعد أن تاكد أنه بلا قيمة فى حياة ولده الصغير فلا هو قادر على علاجه وإراحته من آلامه ولا هو قادر على تدبير نفقات معيشتهما سويا، وبدلا من إيجاد حلول أخرى أقدم على "الخلاص". ما بين الشنق وتناول السم والانتحار من الأماكن العالية، تدور فكرة المنتحر عن طريقة سريعة لإنهاء حياته التى يراها مليئة بالتراجيديا والبؤس، فالعمر يجرى، والحياة رغم اتساعها تضيق عليه، والأزمات سريعة ومتلاحقة وجنيهاته القليلة التى لا يجدها إلا نادرا، لا تقوى على مواجهتها. الأرقام صادمة وتشير فعليا إلى أن مصر تحولت إلى طبقتين فقط طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء، وكل طبقة لا تشعر بوجود الأخرى على أرض الواقع، فطبقا لآخر الدراسات التى أجريت حديثا فإن هناك 3000 محاولة انتحار سنوياً بمصر أغلبها من الشباب، و22 طفلاً مصرياً انتحروا منذ بداية 2015 أغلبهم بسبب الفقر والفشل 30% من المنتحرين يدبرون ويخططون من أجل انتقاء أو تجهيز وسيلة ترضيهم لإنهاء حياتهم. نماذج إنهاء الحياة بسبب ضيق ذات اليد، والعيش تحت مستوى خط الفقر عديدة وكثيرة لا تتطلب رصدها، وإنما تتطلب الحد منها والوقوف بجدية على أسباب إقدام هؤلاء الشباب على المجازفة بأحلى سنوات عمرهم وشبابهم والانتحار كخطوة نهائية لترك الحياة، تتطلب من وزارات كالتضامن والقوى العاملة أن تفتح أبوابها لهؤلاء البأسين وأن تساعدهم على العيش بصورة كريمة والاستمتاع بدنياهم التى خلقها الله لهم. أيضا مطلوب من كل رجل أعمال أن يقيم العديد من المشروعات التى سيتكسب منها بطبيعة الحال، مع أنه سيتسبب فى عمل مئات بل الآلاف من الشباب وإعمار بيوت، فوطن ينتحر فيه الشباب والأطفال فمن يبقى فيه؟