لا يمر يوم دراسى فى مصر بدون كارثة أو كوارث عديدة، تتنوع بين طلاب يتعاطون الشيشة وآخرين يدخنون فى الفصول ويرقصون على «واحدة ونص» وهم عرايا الجسد، لكن مع كل واقعة وحادث تشهدها مدارسنا تعكس كارثة أكبر ألا وهى تقاعس المسؤولين فى أداء مهامهم المكلفين بها وفقا للقانون والدستور. هنا حديثنا عن مدارس التربية والتعليم سابقا التى أصبحت فى زمننا هذا فى بعض المحافظات بسبب تقاعس المحافظين، وعدم قيامهم بدورهم واختصاصاتهم التى كفلها لهم القانون إلى مدارس «الشهتك بشتك والغرز»، وقاعات يتصارع فيها التلاميذ ليس لاكتساب وإتقان العلم والتربية بل لعرض قدراتهم فى فنون الرقص الشرقى والغناء، وإبراز قدراتهم على التدخين وهم عرايا الجسد. ما حدث داخل مدرسة أحمد لطفى السيد الثانوية بالسنبلاوين بمحافظة الدقهلية كارثة أخلاقية بكل المقاييس، فهؤلاء الطلاب الذين يرقصون ويدخنون السجائر ويحطمون المقاعد وأثاث الفصل وسط غياب تام للأساتذة والمشرفين، بل يخلعون القمصان والتيشرتات ويرددون أغانى من التراث الشعبى، لم يجدوا من يحاسبهم ويعاقبهم، حتى وصل بهم الأمر إلى تقليد عادل إمام وأحمد زكى وسعيد صالح ويونس شلبى عباقرة السينما المصرية فى مدرسة المشاغبين. لا شك أن ما حدث يتحمل مسؤوليته من الدرجة الأولى المحاسب حسام الدين أمام محافظ الدقهلية الذى لم يكلف نفسه بزيارة المدرسة، واكتفى بتوجيهات لقرارات وكيل وزارة التربية والتعليم بعدما تناول الإعلام القضية وأصبحت تشغل الرأى العام. هنا ورغم المسؤولية مشتركة مع الدكتور الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى.. فهل ما فعلته يا سيادة المحافظ سيقضى على الأزمة، وإلى متى يبقى الصمت على هذه جريمة؟.. وهل وقف معلم أو مدير مدرسة كفيل بمنع الرقص والتدخين داخل مدارسك؟ بالطبع لا.. طالما لا يوجد العقاب الصارم فلن تنتهى الأزمة، بل سيعود هؤلاء الطلاب مرة أخرى لتكرار الواقعة. والغريب فى الأمر أن محافظ الدقهلية ترك المأساة والمسؤولية لرئيس مدينته أحمد الشربينى وهبة، رئيس مركز ومدينة السنبلاوين، الذى قام بجولة لمتابعة المدرسة برفقة مدير عام الإدارة التعليمية ومدير المتابعة بالإدارة، والذين رأوا بأعينهم انتشار الإهمال وعدم تنفيذ برامج صيانة للمدرسة، فشبابيكها بدون زجاج، ودورات مياه غير نظيفة ويعشش بها العنكبوت، بلا وجدوها بلا حنفيات، وعدم النظافة العامة للفناء، وعدم الانضباط داخل الفصول، والأثاث المكسر مما يعد إهدارًا للمال العام. وهنا اكتفوا جميعا بما أوصى به مدير الإدارة التعليمية بإعفاء السيد عبدالحى محمد إبراهيم من عمله كمدير لمدرسة أحمد لطفى السيد الثانوية بالسنبلاوين وتكليف السيدة عايدة عبدالفتاح إبراهيم وكيلة المدرسة بصفة مؤقتة لحين انتهاء مسابقة مديرى المدارس وتم إعطاء مهلة للإدارة وللمدرسة لسرعة إنهاء جميع المشكلات الموجودة. يا سيادة المحافظ لا يمكن أن نتصور أن مصر بدأت مرحلة التقدم والتنمية ولدينا طلاب الثانوية العامة فى فصول مدارس التربية والتعليم يدخنون السجائر ويخلعون ملابسهم ويحطمون المقاعد، ويرقصون داخل الفصل، ويدرسون وسط بنية غير مؤهلة للتعليم رغم أنهم من المفترض لبنة المستقبل.