كشف حساب ممدوح الدماطى.. بعد 15شهرا على توليه حقيبة الآثار..الوزير يتمتع بسمعة طيبة على المستوى الدولى.. نجح فى استرداد 460قطعة أثرية وافتتاح أكثر من 12موقعا أثريا..وأبرز إخفاقاته كسر ذقن توت عنخ أمون

15 شهرا هى المدة الزمنية التى تولى فيها الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار حقيبة الوزارة، حيث أسند إليه المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء الوزارة فى 17 يونيو 2014، خلفا للدكتور محمد إبراهيم، وذلك بعد عدد من الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية من العاملين من وزارة الآثار المطالبين برحيل "إبراهيم".
وقد واجه الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار، عددا من التحديدات ففور توليه الوزارة، حيث أصدر عدد من الأثريين والعاملين بالوزارة بيانا يطالبون فيه بضرورة تطهير الوزارة من كل القيادات الفاسدة، وحصر التعديات وسرقات الآثار، وتشكيل مجموعة إنقاذ مكونة من 2000 فرد أمن، لمواجهة التعديات على الآثار، وكذلك توحيد أجور العاملين بالوزارة، وتشغيل الخرجين بخطة زمنية، ومشروع رعاية صحية، وغيرها من المطالب.
كما أصدرت حركة ثوار الآثار آنذاك بياناً تشير فيه إلى أنه بالرغم من أن الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار فى حكومة المهندس إبراهيم محلب الجديدة،لم يقدم إنجازات للمتحف المصرى حينما كان مديرًا له، إلا أننا نأمل خيرًا بأن يستطيع التحدى للمنظومة القديمة، وأن يتصدى الفساد، ويحل مشاكل الوزارة، ويضع آلية لحماية الآثار.
فى أول أيام عمله، الذى بدأه فى السابعة من صباح يوم الأربعاء 18 يونيو 2014، بإعداد دراسة تتناول إمكانية إنشاء مستشفى خاص بالعاملين بوزارة الآثار تشمل جميع التخصصات الطبية، بالإضافة إلى ضرورة إعداد دراسة لإعادة تفعيل مشروع الرعاية الصحية بصورة عاجلة بما يكفل واحدة من أهم حقوق العاملين بالآثار، خلال اجتماعه بالأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى أمين، ورئيس قطاع الآثار المصرية على الأصفر، ورئيس قطاع المشروعات اللواء محمد الشيخة، ورئيس قطاع التمويل اللواء محمد سامى رئيس قطاع المتاحف أحمد شرف، ورئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية سمرات حافظ للوقوف على الأوضاع والتباحث فى آليات تطوير الأداء المهنى بمختلف مجالات الحقل الأثرى، كما قام فى نفس اليوم بتفقد المتحف المصرى الكبير لدراسة الوضع على أرض الواقع، كما زار العديد من المواقع والمناطق الأثرية للوقوف على أخر التطويرات ومعرفة ما تحتاجة تلك المواقع من أعمال.
وكان من أكبر الأزمات التى أعلن عنها وزير الآثار هو أن الوزارة تشهد أزمة مالية كبيرة عندما تولى الوزارة وأكد وزير الآثار أن الفترة توليه تعتبر صعبة للغاية وكان هناك الكثير من المحن وهناك تحديات منها التمويل، لأن وزارة الآثار تمول نفسها ذاتيا وتعتمد على نفسها لصرف على الآثار، وإذا كان قبل الثورة متوسط الدخل القومى للآثار 1,3 مليار جنيه مصرى والمرتبات تتجاوز 41 مليون جنيه، وبعد الثورة تم تعيين 29 ألف موظف فتجاوز المرتبات إلى 59 مليون جنيه.
كما نجح الدكتور ممدوح الدماطى، فور توليه الوزارة من استعادة العديد من الآثار المصرية التى خرجت من مصر بطرق غير مشروعة، حيث قام باسترداد 24 قطعة أثرية من ألمانيا يوم 27 يونيو 2014، بالإضافة لاسترداد 8 قطع من الدنمارك.
وبعد مرور عام من تولى الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار الوزارة أصدر تقريرا لأدائه داخل الوزارة ، قائلاً إنه زار 24 محافظة و110 مواقع أثرية، واستردت الوزارة فى عهده 460 قطعة أثرية، مشيرا إلى أن هناك 42 قطعة أثرية قيد الاستلام من الدول الأجنبية، إلى جانب افتتاح 12 موقعا و3 متاحف أثرية، لافتا إلى ضبط 2275 قطعة أثرية بالمنافذ، والانتهاء من جرد 17 مخزنا.
وأضاف الوزير، أنه تم تنظيم 8 معارض للآثار داخل مصر، والتجهيز ل5 معارض خارجية تبدأ فى 8 سبتمبر المقبل بباريس، وتوقيع 7 بروتوكولات تعاون داخلية، بالإضافة إلى توقيع 4 اتفاقيات خارجية فى مجال منع الاتجار فى الآثار، واسترداد الآثار التى خرجت من مصر بطرق غير مشروعة، وتنفيذ 114 قرار إزالة، والانتهاء من 25 مشروعا بالقاهرة التاريخية، بالإضافة لفتح منطقى البر الغربى بالأقصر للزيارة الليلية مما يساعد على تنشيط وزيادة نسبة السياحة.
وأوضح أن من أهم المعوقات والتحديات التى واجهت الوزارة خلال العام الماضى: ضعف الحالة الأمنية والدخل والتمويل والبيروقراطية وانتشار الشائعات، لافتا إلى أنه تم تحويل 47 قضية فساد للنيابة الإدارية، و7 قضايا للنيابة العامة خلال العام الماضى، واسترداد 460 قطعة أثرية من الخارج، 240 قطعة من باريس.
وقال الدماطى إن الوزارة تواجه أزمة كبيرة، وهى إلقاء القمامة بجوار المناطق الأثرية، محملا المحليات مسئولية رفعها، مشيرًا إلى أن المناطق التى تقوم الوزارة بتنظيفها من خلال الشركة المتعاقدة معها لا تواجه أى مشكلة فى القمامة، مضيفاً أن الوزارة تنفذ مشروعًا ضخمًا، وهو إنشاء بانوراما عسكرية بقناة السويس، يضم عددًا من قصص ملوك الفراعنة.
كما استطاع أن يضم أرض الحزب الوطنى المحترق بجوار المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف بعد الحصول على موافقة بعودتها لوزارة الآثار، مشيرًا إلى أن الوزارة ستقوم بتنفيذ مشروع ثقافى اقتصادى تنموى فى موقع الحزب الوطنى.
ومن ناحية أخرى شهدت وزارة الآثار العديد من السلبيات أثناء تولى الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار، حيث تم كسر عدد من القطع الأثرية أثناء نقلها من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف المصرى الكبير بالهرم، وتأجيل افتتاح منطقة مارينا لأكثر من مرة، وتأخير بناء متحف بورسعيد القومى.
وكان من أشهر سلبيات الوزارة والتى أحدثت ضجة كبيرة على المستوى الدولى والمحلى هو كسر ذقن الملك توت عنخ آمون، والتى أنكرت الوزارة كسرها بعد أكتشاف الأمر، إلا أنها قامت بعقد مؤتمر صحفى لتعترف عن وجود كسر فى الذقن وترميمه بشكل بطريقة خاطئة، وهذا ما أثار استياء العديد من الأثريين والإعلاميين لعدم وضوح الأمر من البداية والتكتم عليه، بالإضافة لاكتشاف قطع مقلدة بالمخازن المصرية، والتى أظهرت عجزًا شديدًا من جانب الآثار لعدم الحفاظ على التراث مما استدعى القيام بجرد المخازن وحتى الآن لم تنجح الآثار فى هذا الملف مما أدى إلى غضب الرأى العام والأثريين.
وفى الآونة الأخيرة نجح الدكتور ممدوح الدماطى بإعادة نشاط المعارض الخارجية بعد توقف 5 سنوات يقام معرض "أسرار مصر الغارقة" بباريس والذى يدخل 920 ألف يورو ويعيد مصر على خارطة السياحة العالمية.
جدير بالذكر أن الدكتور ممدوح الدماطى (من مواليد عام 1961)، تولى منصب رئيس مجلس قسم الآثار بكلية الآداب بجامعة عين شمس منذ عام 2006، كما أنه حاصل على وسام "فارس" من رئيس جمهورية إيطاليا فى 2004.
كما حصل الدكتور الدماطى على درجة ليسانس الآثار المصرية القديمة عام 1983 من كلية الآثار جامعة القاهرة، ودرجة ماجستير الآثار المصرية القديمة عام 1989 من ذات الكلية، وكان موضوع الرسالة "قاعة ست مسخنت بمعبد دندرة، دراسة دينية ولغوية"، كذلك حصل على درجة دكتوراه الآثار المصرية القديمة من جامعة "ترير" – ألمانيا الاتحادية.
وعمل الدكتور ممدوح الدماطى كمدرس للآثار المصرية القديمة عام 1996، واستاذا مساعدا للآثار المصرية القديمة عام 2001، واستاذا للآثار المصرية القديمة عام 2006، كما عمل كأمين مساعد بالمتحف المصرى بالقاهرة عام 1981 وحتى 1987، ثم أمينا بمتحف كلية الآثار جامعة القاهرة من أكتوبر عام 1988 حتى يناير 1996. وعمل الدماطى أيضا مدرسا للآثار المصرية القديمة بكلية السياحة والفنادق – جامعة القاهرة فرع الفيوم من يناير 1996 وحتى أغسطس 1998، ومدرسا للآثار المصرية القديمة بقسم الآثار بكلية الآداب جامعة عين شمس عام 1998 حتى 2001، ثم مديرا عاما للمتحف المصرى من 2001 حتى 2004. وشغل الدكتور الدماطى عضوية مجالس إدارات العديد من المؤسسات الثقافية والعلمية والأثرية فى مصر، حيث أنه عضو لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو بمجلس إدارة متحف مكتبة الإسكندرية منذ يناير 2003 وحتى الآن، وعضو بمجلس إدارة كلية الآداب جامعة عين شمس منذ سبتمبر 2006 وحتى الآن، وعضو بمجلس إدارة المعهد المصرى العالى للسياحة والفنادق منذ نوفمبر 2006 وحتى الآن.
ويتمتع الدكتور ممدوح الدماطى بسمعة طيبة على المستوى الدولى حيث شارك فى العديد من المؤتمرات الدولية، وأشرف على عدد من الرسائل العلمية، وله العديد من الأبحاث العلمية.
موضوعات متعلقة..
- وزير الآثار يصل مكتبه بعد لقاء الحكومة المستقيلة