تحولت الندوة التى خصصها المهرجان القومى للمسرح عن الفنان الراحل نور الشريف لمرثية، وقال الناقد أحمد خميس الذى أدار الندوة، إنه يوما للوفاء نقدم فيه تكريما للنجم الراحل نور الشريف الذى رحل فى الفترة التى كنا بها نجهز للمهرجان ولذلك اختارت إدارة المهرجان أن تجعله شخصية المهرجان لهذا العام والدورة القادمة تكون الدورة باسمه، وقدم الناقد أحمد خميس نبذة عن بداياته وعن أهم مسرحياته التى قدمها للمسرح المصرى . الكاتب الكبير كرم النجار بدأ حديثه عن الفنان نور الشريف قائلا "رحلتى امتدت مع الفنان نور الشريف على مدار 40 عاما بدأت من خلال مسلسل "القاهرة والناس" والفنانة بوسى هى التى وثقت علاقتى بالفنان نور الشريف لأنها كانت تسكن بمصر الجديدة بجوار مسكن أختى وبعدها أصبحنا أصدقاء ". وأضاف الكاتب الكبير "لى معه مواقف كثيرة والعلامة الفارقة فى نور أنه رجل "جدع جدا" وهو فى فترة من الفترات عندما اشتهر فجأة دخل فى مرحلة استهتار فنى وفى هذه التجربة ابتعد عن المنتجين، ولكنه لم يستمر فيها لكنه عاد مرة أخرى وأصبح قوله مثل فعله واستمر فى رحلة صعود مستمرة ونجاحات متتالية . وأضاف النجار "نور الشريف تعرض لحرب شرسة بعد تقديمه لفيلم "ناجى العلى" من الدولة نفسها ومن جريدة قومية والهجوم الآخر حينما تم اتهامه اتهاما شخصيا لا يقبله المجتمع ولكنه خرج من الهجوميين قويا، ولكن من سانده فى الهجومين هو جمهوره وحب الناس له. بكى الكاتب الكبير كرم النجار فى لحظات أثناء حديثه عن مرض نور الشريف الذى كان سببا فى وفاته، ولكنه استكمل حديثه قائلا "الفنان نور الشريف قدم آخر أدواره وكأنه شابا فى مقتبل العمر وكان دائماً يقدم سنه فى التمثيل مع كل مرحلة فلم يتصابى ويقدم دورا لا يتناسب مع سنه بل أننى شاهدت فى سيارته قصاصات ورق كان يكتب فيها الشخصيات التى من المفترض أن يقدمها فقد التحم الفنان نور الشريف بمعاناة الشعب وكان بسيطا جدا فى حياته وفى تعاملاته مع من حمله . الكاتب وليد يوسف الذى قدم مع الفنان نور الشريف مسلسل (الدالى ) تحدث عن قائلا : لم أكن أتمنى هذه اللحظة فى الحديث عن الفنان نور الشريف وهو غير موجود على قيد الحياة ولكن بداية معرفتنا كانت من خلال تجربة كان يخوضها بتقديم 10 أفلام 16 ميلى وعندما قرأ فيلمى قال للمخرجة مها عرام : أنا عايز أشوف اللى كتب الفيلم ده . يستكمل وليد يوسف حديثه: قالى لى أنا سأقدم الفيلم ده ولكن تعثر الموضوع وفى يوم كان يريد أن يقدم لى مفاجأة وهى أنه سيقدم رواية باولو كويلو (ساحر الصحراء) وكنت سأكتب النص المسرحى الخاص بالرواية ولكن الموضوع تعثر من قبل وزارة الثقافة والآثار . وأشار يوسف: ظللت لأكثر من 6 شهور مع الفنان نور الشريف فى اختيار عمل أدبى يقدمه للدراما وأنا كنت أطلب منه قراءة مسلسل الدالى ولكنه كان مصرا على تقديم عمل أدبى ولكن بعد فترة طلب منى قراءة الدالى وطلب كتابة حلقتين وبعد قرائتهما اتصل بمنتج، وتم تنفيذ العمل وكان الراحل فنانا يرافق المؤلف ويسير معه فى كتابة العمل الفنى الخاص به ويمده بالكتب وبالأفلام وبكل المعلومات وقلما تجد فنانا كذلك . وأشار وليد يوسف: كلما كان الفنان نور الشريف يقترب من قضية فلسطين كان الدولة تعاقبه وهو كان أستاذا ومعلما وعندما قامت الثورة سألته عن أمر ظهورى فى الفضائيات للحديث عن الثورة بعدما كانت إحدى الفضائيات تصر على ظهورى فقال لى: مهمتك هى الرصد وليس الكلام فى هذه الفترة . الناقد أحمد خميس قال: نور الشريف كان لديه حلمان مسرحيان الأول هو مسرحية الحسين ثائرا والحسين شهيدا ومسرحية اللجنة لصنع الله إبراهيم، وربما يتحدث عنه المخرج والدكتور عمرو دوارة فكيف كان نور الشريف مسرحيا؟ الناقد والمخرج والدكتور عمرو دوارة تحدث عن الفنان الراحل نور الشريف قائلا : هل كان لابد أن يرحل الفنان نور الشريف حتى نكرمه ونجعله شخصية المهرجان؟ ثم تحدث دوارة عن آخر العروض المسرحية للراحل نور الشريف وقال أنه كان حريصا على المسرح وكان ابنا مخلصا للمسرح وموهبته منذ المسرح المدرسى وكان يقدم المسرح فى مركز شباب الجزيرة، وبدأ يساعد فى الإخراج وبعدها ترك كرة القدم وذهب لدراسة الفن وكان اول عرض حقيقى له هو مسرحية روميو وجولييت التى لم تعرض وكان نجما منذ ظهوره وقدم 13 عرضا مسرحيا لمسرح الدولة وكان مغامرا ومهموما بالفن وقد رافقته فى مهرجان الفجيرة المسرحى، واقتربت منه فى هذه الفترة وقال جملة فى الندوة : الدكتور عمرو دوارة مثقف حقيقى فسألته هل هناك مثقف حقيقى وآخر غير حقيقى فقال لى بالفعل المثقف الحقيقى هو من يكلف نفسه بهموم وطنه.
