ذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن السلطات الإندونيسية كثفت من حملتها الأمنية خلال الستة أشهر الماضية ضد الإسلاميين المسلحين وبالفعل تمكنت من قتل وإلقاء القبض على مجموعة من أبرز الأشخاص فى شبكة إسلامية، بدت من قبل كما لو أنها ستزج بإندونيسيا إلى حالة من الفوضى العارمة. وقالت واشنطن بوستن إن إندونيسيا على عكس باكستان التى تفشى فيها خطر المتشددين، تمكنت من السيطرة على الجماعات الإسلامية العنيفة المنشقة من منظمة "جماعة إسلامية"، ورغم ذلك، فإن قدرة إندونيسيا على تأمين هدوء طويل المدى تعتمد على قدرتها على مكافحة التشدد بما هو أكثر من الأسلحة والمعتقلات. ونقلت واشنطن بوست عن أنسياد مباى، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب فى إندونيسيا قوله "الحركات المتشددة لا يمكن التعامل معها فقط بالقوة"، فضلا عن أنه أكد أن الأهم من القوة يكمن فى استئصال إيديولوجية التمرد الإسلامى التى تحول المؤمنين إلى انتحاريين. وأشارت الصحيفة إلى أن المتشددين الإسلاميين الذين عانوا كثيرا على مدار عقود تحت ظل الحكم الاستبدادى، استغلوا الحريات التى قدمتها لهم الديمقراطية التى طبقت عام 1998، ولم تأبه السلطات التى حاولت مسك زمام الأمور فى الدولة وإحلال الاستقرار بها وسط كساد اقتصادى وفوضى سياسية، بما اعتبرته تهديد طفيف. ولكن تغير كل هذا بعد تفجيرات بالى عام 2002، والتى أثارت فزع العامة وحثت الحكومة على الاعتراف بوجود مشكلة حقيقية، إلى أن وقعت سلسلة أخرى من التفجيرات فى بالى عام 2005، زادت من تعقيد الأزمة، وحشدت رجال الدين المعتدلين لمواجهة الأقلية الخطيرة.