نشرت صحيفة الفايننشيال تايمز تقريراً يرصد آراء الخبراء فيما يتعلق باتفاقية فيينا التى جمعت بين إيران ومجموعة دول الست بشأن ملف الجمهورية الإسلامية النووى لتهدئة الجدل المثار حولها بين معارضيها ومؤيديها. وقالت الصحيفة البريطانية نقلا عن "روبرت اينهورن" الباحث فى مركز "بروكينجز"، إن الاتفاقية تعتبر ناجحة نظرا لأنها انطلقت من بنود الاتفاق المبدئى الذى عقد بلوزان فى سويسرا قبل شهور، رغم محاولة ايران تعديل الاتفاقية الا تمسك دول مجموعة الست بموقفهم أرضخ الجمهورية الإسلامية، لتلتزم بمقتضى الاتفاقية بعدم تطوير أنشطتها النووية وتخفيض عدد أجهزة الطرد المركزى. وأشار "اينهورن" إلى حقيقة عدم رفع العقوبات عن ايران حتى تلتزم ببنود الاتفاقية بشكل كامل يتضمن السماح لمفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفقد مفاعل ايران النووية بحرية، مما يمنع تطوير أى أسلحة دمار شامل. اما بالنسبة لرئيس منظمة مجموعة أوراسيا للاستشارات السياسية "كليف كوبتشان" فهو يرى أن الاتفاقية يمكن الدفاع عنها، فإدارة أوباما حققت الكثير من المميزات فى تلك الاتفاقية، بداية من تخفيض عدد أجهزة الطرد فى مفاعل ايران النووى، وانتهاء بفتح أبواب مفاعلاتها السرية لمفتشى وكالة الطاقة الذرية، لكنه أظهر توجسه من قصر مدة حظر الأسلحة والصواريخ المفروضة على ايران وفقا للاتفاقية، وتتراوح الفترة بين 5 إلى 8 سنوات فقط، معتبرا البند تنازلا من الجانب الأمريكى قد يثير الجدل داخل الكونجرس، وأشار "كليف" أيضا إلى حقيقة قدرة ايران على استخدام أجهزة متطورة بعد عقد كامل بمعدل لم يعلن عنه حتى الأن. وقال "باتريك فيتزجيرالد" أن الاتفاقية منعت وجود سلاح نووى وحرب بسبب ذلك الوجود لمدة 15 سنة على الأقل فى منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن ما انتهت به المفاوضات يعتبر أفضل كثيرا من بدايتها التى شهدت سباق بين العقوبات وبين أجهزة الطرد المركزى داخل مفاعلات ايران، وهو سباق تفوقت فيه أجهزة الطرد بشكل كاد يسمح لها بصنع سلاح نووى.