من أين يعرف طفلك أن هذا مرغوب فيه أوغير مرغوب فيه؟.. فإن بداية النمو الأخلاقى تكون فى مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يتعلم الصواب والخطأ والحلال والحرام بصورة أكثر وضوحاً وأعمق مما كانت عليه قبل ذلك. هذا أوضحه د.حاتم محمد آدم، مستشار الطب النفسى للأطفال، فى كتابه "الصحة النفسية للطفل" حيث حدد عملية النضج الأخلاقى فى ثلاث مراحل هى: الأولى: يكون فيها الطفل سلبياً، خائفاً من العقاب، يفرح بالمكافأة، ويمكن من خلالها تلقى المباءئ الأخلاقية، وتعلمها من خلال المكافأة والعقاب، وفى هذه المرحلة يصعب على الطفل تقدير المبادئ العليا والقيم المطلقة. الثانية: وفيها يتم تمسك الطفل بقواعد السلوك التى يوافق عليها المجتمع مع الاهتمام بوجهة نظر الآخرين، حيث إن ما يطلبه المجتمع يحدد المفروض تجنبه، حيث يتجنب أن يكون غير مقبول أو مرفوض، ويسعى إلى إرضاء من حوله للفوز بمقدار حبهم. الثالثة: وفيها يحقق القيمة النابعة من الذات، وهذا السلوك ينبع من القيم التى حوله، وتكون مرضية لذاته ويجد انسجاماً، وتتوازى مع قضية الثواب والعقاب ووجهة نظر الآخرين جنباً إلى جنب فى هذه المرحلة، على الرغم من أن السلوك المرغوب لدى الشخص يتأثر بعدة عوامل، منها الرغبة فى الثروة، وفى عدم الإدانة لذاته، وضغط المجتمع، وتحكمها قدرته على الاتصال والاعتماد على الآخرين من عدم ذلك. كما أفاد د. حاتم أنه كلما كبر الطفل وتقدم سنه تتدخل الشلة أو مجموعة الأصدقاء فى تحديد قيمه وأفكاره أكثر من تدخل الوالدين والكبار.