سلطت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية الضوء على جهود مصر لمكافحة ختان الإناث، وقالت إن تلك الممارسة لا تزال واقعا مريرا فى أجزاء عديدة فى العالم على الرغم من جهود الحكومات والنشطاء والمجتمع الدولى لمحاربة العادات الاجتماعية التى تساعد على بقائها، غير أن تلك الجهود بدأت تجنى ثمارا ببطء حتى فى بعض الأماكن مثل مصر التى يعد ختان الإناث فيها جزءا من نسيج المجتمع. وكان تقرير للأمم المتحدة صادر عام 2012 قال إن ختان الإناث ظل يمارس لقرون فى أغلب مناطق أفريقيا، واللآن فإن الحركة المناهضة له مفتوحة وعلنية ومرئية للغاية، وقالت "ساينس مونيتور" أن مصر بها أكبر معدل لختان الإناث، حيث تعرضت له ما يزيد عن 27 مليون سيدة حتى الآن، ورغم الحظر القانونى للختان فى عام 2008، إلا أنه لا يزال واقعا لحوالى 92% من النساء المتزوجات اللاتى تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاما، وفقا لتقرير حكومى نشر فى مايو الماضى. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الأمر بدأ يتغير، حيث بدأت مخاطر تلك الممارسة، النفسية والجسدية والعاطفية والتى تصل فى بعض الأحيان إلى الموت، تتسرب ببطء فى الوعى العام، وأصبحت القضية مثارة فى مناقشات الأسرة والمجتمع. ونقلت الصحيفة تصريحات منى أمين، مدير الحملة المناهضة لختان الإناث من قبل المجلس القومى للسكان لصحيفة "الجارديان" البريطانية الذى قالت فيه إن هناك بالتأكيد تحول فى الواقع من حيث انفتاح الناس، ولم تعد الفتيات تشعرن بالحرج من الحديث عن مشكلات الختان أمام آبائهن. فى حين أنه فى السابق، لم تكن حتى النساء التى لم تقمن بإجراء الختان لبناتهن يتحدثن عن ذلك". واعتبرت أمين أن هذا يمثل تحولا عاما فى الاتجاهات. غير أن المهمة كانت صعبة، حسبما تقول الصحيفة. فجهود التواصل مع المجتمعات المحلية وقادتها فى نقاش حول الختان، وإطلاق حملات إعلامية مستهدفة، والحشد لقانون مناهض للختان أمور تجرى منذ سنوات قبل حظر الحكومة ختان الإناث عام 2008، التى تصفها سعاد أبو دية مستشار الشرق الأوسط وأفريقيا فى منظمة "المساواة الآن" الدولية بأنها خطوة شديد الأهمية. وبرغم شكاوى البعض من أن عدم تحقيق النجاح الكافى، فإن النشطاء لا يزالوا يشعرون بالتفاؤل. وقالت أبودية لساينس مونيتور إن إنهاء ختان الإناث يستغرق كثير من الوقت والجهود، وانتشار تلك الممارسة لم ينخفض إلا ببطء فى العقود القليلة الماضية، وبرغم ذلك فإن هذا التراجع فى تشويه الفتيات والنساء الشابات أمر مشجع.