مع كل فجر نستقيظ مهرولين نحو الشباك مباشرة لنسمع صوت الطبلة الرنان ونغنى معها "اصحى يا نايم وحّد الدايم وقول نويت بكره إن حييت، الشهر صايم والفجر قايم، اصحى يا نايم وحّد الرزاق .. رمضان كريم"، كلمات الشاعر الكبير فؤاد حداد، المسحراتى التى غناها المطرب الكبير سيد مكاوى، وأصبحت واحدة من معالم الشهر الكريم، بنتهج بسماعها ونتذكر معاها روائح رمضان المفعمة بالخير. لن تتخيل وأن تسمع كلمات المسحراتى لفؤاد حداد أنه مسيحى الديانة أو كان مسيحيا واعتنق الإسلام وهو فى العشرينات من عمره، فهو ابن سليم حداد لبنانى الجنسية ومسيحى الديانة ووالدته أيضا كانت سورية مسيحية، كلاهما جاء للقاهرة وتزوجا وأنجبا فؤاد فى حى الظاهر، وظل فؤاد على المسيحية حتى أعتقل لأسباب سياسية، وأعتنق الإسلام وهو فى المعتقل، وخرج بتجارب مختلفة إنسانية وكتب بعدها ديوان "وراء القضبان"، اعتقل بعدها مرة أخرى لمدة خمس سنوات فخرج ليكتب عشرات القصائد العامية التى كانت مختلفى فى شكلها وموضوعاتها وكان أبرزها المسحراتى والتى يمكن القول أنها عبرت عن شخصه وحياته فى كل كلمة من كلماتها فقال فيها "والدق على طبلى .. ناس كانوا قبلى .. قالوا فى الأمثال .. الرجل تدب مطرح ماتحب"، كما عبر عن حبه لمصر قائلا "وانا صنعتى مسحراتى فى البلد جوال .. حبيت ودبيت كما العاشق ليالى طوال .. وكل شبر وحته من بلدى .. حته من كبدى حته من موال". ولعل أصول حداد الشامية تعطى سببا واضحا لكونه واحدا من أبرز لمدافعين عن القضية الفلسطنية للدرجة التى تجعل شاعر كبير مثل الراحل عبد الرحمن الأبنودى يقول عنه أنه "خريطة لفلسطين"، عندما كتب الابنودى كلماته فى فؤاد حداد واصفا أياه بإمام شعراء العامية قائلا فيها "إنت الإمام الكبير..وأصلنا الجامع وإنت اللى نِقبل نصلّى وراك فى الجامع بسيط يا مولاى والضحكة فى صدْرك قوت فقير يا مولاى.. ورازقنا حرير وياقوت ونشيد عشان الأرض ودعوة للِّى يموت وخريطة لفلسطين وكُمّ للدامع إنت الإمام الكبير.. وأصلنا الجامع وإنت اللى نِقبل نصلّى وراك فى الجامع". كتب فؤاد حداد المسحراتى وكأنه يصف حاله أو حال المصريين فقال "مسحراتى ، منقراتى ، وانا قلبى راضى، أنا قلبى رايق، أنا قلبى طايق، سبع طرايق، على الوريد، الأوله دى، عيون ولادى، صبح ميلادى، بتاريخ جديد"، اصحى يا نايم وحّد الدايم السعىُ للصوم خيرٌ من النوم دى ليالى سمحه نجومها سبحه اصحى يا نايم.. يا نايم اصحى وحّد الرزاق موضوعات متعلقة.. 36 شاعرا عربيا وأجنبيا فى مهرجان يقام للمرة الأولى بمدينة طنطا
