سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى أول أيام إضراب أعضاء الشهر العقارى عن العمل.. مكتب رمسيس يعمل بشكل منتظم.. وفى الجيزة المواطنون يصرخون "حرام اللى بيحصل دا ".. وفشل فى قنا وبنى سويف وبورسعيد
شهدت مكاتب الشهر العقارى والتوثيق على مستوى الجمهورية مظاهر مختلفة فى المشاركة فى الإضراب الذى أعلنه الأعضاء القانونيين بدء من اليوم الأحد للمطالبة بتحويل مصلحة الشهر العقارى الى هيئة قضائية مستقلة. ففى الجولة التى قام بها "اليوم السابع" على أربعة من مكاتب الشهر العقارى والتوثيق فى محافظتى القاهرةوالجيزة، تبين وجود تفاوت فى نسبة المشاركة فى الإضراب من مكتب لآخر، وهو ما جعل بعض الأعضاء القانونيين فى حيرة من تقييم الإضراب، فمنهم من يرى أنه لم ينجح بالشكل المتوقع والبعض الآخر أكد أنه السباق لأوانه الحكم على الإضراب الذى مازال فى طور الولادة على حد تعبيرهم. التفاوت فى المشاركة فى الإضراب تظهر ملامحه بين مكتب الشهر العقارى والتوثيق بالمصلحة فى رمسيس والذى بدت الأجواء فيه هادئة على غير المتوقع، فبالرغم من خلو 4 مقاعد من الموظفين إلا أن المكتب كان فيه 6 من الموظفين الآخرين جالسين على مكاتبهم وكل منهم يقوم بعمله بشكل طبيعى. بينما كان المشهد مختلفا فى مكتب الشهر العقارى بشارع مراد فى الجيزة، حيث فوجئ "اليوم السابع" بأحد المواطنين خارج من المكتب يقول بصوت عالى"حرام اللى بيحصل دا" وعندما اقتربنا منه عرفنا ان اسمه جمال عبد الغنى، وأن السبب وراء ضيقه هو تواجده منذ الساعة التاسعة صباح اليوم حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا لكى يقوم بتسجيل توكيل لابنته، قائلا "الموظفين عملوا لنا مصالحنا بالعافية.. شوية يضربوا.. وشوية يشتغلوا، طب وبعدين نعمل إيه؟". وبالصعود إلى المكتب كان هناك ازدحام شديد من جانب المواطنين الذين تجمعوا فى وسط المكتب ولا يعرفون ماذا يفعلون، حالة الضيق التى عانى منها المواطنون من جراء إضراب عدد من أعضاء المكتب، يراها أحد المواطنين – طلب عدم ذكر اسمه – بأنها غير قانونية لأنها تعطل مصالح الشعب بدون وجه حق، قائلا "لازم يعبروا عن مطالبهم بشكل مشروع يعنى يقدموا مذكرات يتكلموا مع الوزارة"، وعندما قالت له اليوم السابع إن الأعضاء القانونيين يرون أنهم سلكوا شتى الطرق فى المطالبة بحقوقهم، قال المواطن "هم عملوا كل حاجة.. طيب خلاص يلجأوا إلى القضاء مش يعطلونا كدا". "هو حظه كدا بقى نعمله إيه خليه محبوس"، كانت تلك هى العبارة التى تفوه بها المواطن أحمد قطب، الذى ذهب اليوم الى مكتب الشهر العقارى بالجيزة لعمل توكيل بالصلح والتنازل عن وصل أمانة ضد خصمه الذى تم حبسه بموجب هذا الوصل، بينما حال عدم تواجد الأعضاء دون عمل التنازل، قائلا " كل ما نكلم حد من الموظفين يقول لنا فوت علينا يوم الثلاثاء ليه أنا مش عارف على العموم هو حظه كدا". وبالانتقال إلى مكتب الشهر العقارى بالدقى، كشفت إحدى الموظفات – طلبت عدم ذكر اسمها خوفا من تعرضها للعقاب من مصلحة الشهر العقارى - أن الإضراب ليس مفتوحا بل مؤقتا لمدة يومين فقط هم الأحد والاثنين، على أن يعودوا إلى عملهم يوم الثلاثاء القادم، ومن ناحية أخرى كانت حركة العمل فى مكتب الدقى عادية، والسبب وراء ذلك حسبما تقول موظفة أخرى إن المضربين عن العمل عددهم ثلاثة فقط من إجمالى 10 موظفين، بعدما حصلوا على أجازة لمدة يومين، بينما حضر باقى زملائهم. موظفة ثالثة قالت إنها لم تشارك فى الإضراب لعدم اقتناعها بالإضراب لأن المتضرر الأول هو المواطن بالرغم من اقتناعها بضرورة تحويل المصلحة إلى هيئة قضائية، كما أنها تخشى من المصلحة وتهديداتها لهم، بينما قالت موظفة أخرى إنها قررت عدم الاشتراك فى الإضراب اليوم ولكنها ستضرب عن العمل بداية من الغد. وفى مكتب توثيق إمبابة، كانت أكثر ما يلفت الانتباه هو المبنى القديم الذى يوجد فيه المكتب والملقى فى مدخله أكوام من القمامة ذات رائحة كريهة، ويبدو أن هذا المكتب منذ النظرة الأولى من أنصار الإضراب عن العمل، حيث كانت أغلبها خالية من الموظفين، فحسبما أكدت مسئولة بالمكتب رفضت ذكر اسمها أو منصبها، تغيب أربعة من الموظفين وحضر ثلاثة آخرون. وأضافت أن المكتب أنجز ما يقرب من 80 توثيقا اليوم وهو عدد قليل مقارنة بالأعداد التى يتم إنجازها فى الأيام الأخرى والتى تصل إلى أكثر من 200 توثيق، موضحة أن الموظفين المتواجدين حاولوا العمل بأقصى طاقة لديهم لإنجاز الأعمال التى لا تحتمل التأخير، وبمجرد خروجنا من المكتب جاء شاب يدعى محمد ناصر يسألنا عن أقرب مكتب توثيق يستطيع أن يوثق فيه عقد سيارته الجديدة، بدلا من هذا المكتب الذى يمتنع الموظفون المتواجدون فيه عن العمل. وفى محافظة قنا لم يشارك الموظفون فى الإضراب، وأكد احد الموظفين رفض ذكر اسمه أن الإضراب لن يحقق مطالبهم مشيرا أن الموظفين بقنا لم يشاركوا فى الإضراب خوفا من التهديدات التى أشيعت عن إيقافهم عن العمل فى حالة المشاركة فى الإضراب. وأضاف آخر أن المكاتب قد تلقت إشارات تليفونية تمنع السماح بأية أجازات خلال هذا الأسبوع حتى وإن كانت مرضية وهذا ما دفع الكثير من الموظفين بمحافظة قنا من التراجع عن المشاركة فى الإضراب. وفى محافظة بورسعيد لم يختلف الوضع كثيرا حيث لم يشارك الأعضاء فى الإضراب وأكدوا ولائهم لوزير العدل وأنه لا توجد نية لدى موظفى الشهر العقارى ببورسعيد للجوء إلى الاعتصام فى أى مكان بمكاتب الشهر العقارى مهما كانت الإغراءات كما أكدوا بأنهم ليس لهم أدنى مطالب تتعلق بتحويل المصلحة إلى هيئة قضائية مستقلة مؤكدين أن الأمور تسير على طبيعتها وفى هدوء تام. ومن جهة أخرى أكد أحد الأعضاء القانونيين طلب عدم ذكر اسمه، تمسكه مع باقى زملائهم فى القاهرةوالجيزة بمطالبهم مهما كانت العقبات التى سوف يواجهونها من قبل الوزارة ولكن لن يعدلوا عن حقهم وأكدوا بأنهم سوف يحملون العدل مسئولية الإضراب عن العمل. وأشار البعض أنهم لم يمتثلوا لضغوط الوزارة مهما كانت التهديدات التى ترصدها عيونها فى كافة مكاتب الشهر العقارى على مستوى الجمهورية لافتين إلى فكسات وتليفونات المصلحة تحذر من الحصول على الأجازات مهما كانت إلا فى حالات الوفاة فقط. بينما رفض حسين سليمان وكيل وزارة الشهر العقارى والتوثيق ببنى سويف التعليق على موقف العاملين بمأموريات بنى سويف من اعتصامات ذويهم فى محافظات القاهرة والإسكندرية، مؤكدا أنه لن يدلى بأى تصريح للصحفيين تنفيذا لتعليمات قياداته، كما امتنع مديرو المأموريات بالمراكز والمدن عن التعليق حول ما يحدث. كانت مأموريات ومكاتب الشهر العقارى بمراكز بنى سويف قد مارست عملها منذ الصباح ولم تشارك فى الإضراب، ورغم انتظام العاملين فى عملهم إلا أن الكثيرين منهم رفضوا ذكر أسمائهم أعربوا عن اقتناعهم بما يفعله ذويهم فى باقى المحافظات واصفين إياهم بأنهم (رجالة) حيث يطالبون بحصانة وحماية خاصة لهم أثناء تأدية عملهم من ضغوط الوزراء والمستشارين وغيرهم من ذوى النفوذ والسلطة وأضافوا أن قيادات المصلحة عرضوا عليهم مضاعفة الحوافز إلا أن مطالبهم ليست مالية ولكنها حصانة حتى لا ينقلوا أو يفصلوا أو يزج بهم فى السجون نتيجة أخطاء لم يرتكبوها، ولكن تم توثيقها تحت الضغوط وليس من حقهم مراجعتها. كما أوضح كثير من العاملين أن التعديلات والقوانين داخل مصلحة الشهر العقارى فى السنوات الأخيرة سلبتهم حقوقهم بحيث أصبح ليس من حقهم الاعتراض أو تصويب الأخطاء أو مراجعة الأعمال الواردة إليهم من المأموريات مشيرين إلى أن أصحاب المناصب الرفيعة فى الدولة يساعدون أصدقائهم فى توثيق أى عدد من الأفدنة أو الممتلكات ولا يستطيع العامل الاعتراض حتى لا يكون مصيره النقل، وإن هناك كثيرا من القضايا والمشاكل والأمثلة التى تداولتها الصحف. يذكر أن هناك 14 مكتباً ومأمورية تابعة للشهر العقارى والتوثيق منتشرة بالمراكز السبع الإدارية للمحافظة. كما أضرب عدد من موظفى الشهر العقارى بالإسماعيلية، من الباحثين القانونيين بالشهر العقارى بمجمع المحاكم بالإسماعيلية عن العمل، تضامنا مع الدعوى التى وجهها زملاءهم على مستوى المحافظات وذلك احتجاجا على إشارة وصلت إليهم من وزارة العدل يوم 27 أبريل الماضى بحرمانهم من الأجازات الاعتيادية والعارضة والمرضية، ولا يسمح لهم بأجازات، أى كانت الظروف مما اعتبروه تعسفا من الوزارة ضدهم، علاوة على بعض المشاكل الأخرى التى يعانون منها. و شهد الشهر العقارى تكدسا للمواطنين نتيجة توقف العمل فى بداية اليوم ثم بدأ العمل بطيئا حتى نهاية اليوم، وانتشرت قوات الأمن حول الشهر العقارى بمجمع المحاكم لمنع الاحتكاكات، سواء من داخل المقر أو من خارجه. ولم تحدث أى اشتباكات بين الموظفين والمواطنين حتى نهاية اليوم حيث صدرت أوامر عليا بعدم تعطيل مصالح المواطنين، وتسيير العمل بقدر المستطاع حتى نهاية اليوم.