شارك المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم الخميس، فى أعمال الجلسة الختامية لملتقى مشايخ وأعيان القبائل والمدن والمناطق الليبية، والذى يعقد فى القاهرة تحت عنوان "معًا من أجل بناء ليبيا"، فى الفترة من 25 إلى 28 مايو الجارى، وذلك بحضور أمين عام جامعة الدول العربية، وعدد من الوزراء، وسفراء بعض الدول العربية والأفريقية والأجنبية. وفى كلمته أمام الجلسة الختامية، قال رئيس مجلس الوزراء: "جئت إليكم حاملًا رسالة حب وتقدير من الرئيس عبد الفتاح السيسى، فهو يرحب بكم فى أرضكم وبلدكم الثانى مصر، كما يؤكد أنه كان حريصًا على اللقاء بكم فى هذا الملتقى، وقد حالت ارتباطاته دون ذلك، ولكنه سيكون حريصًا على اللقاء بهذا الجمع الكريم فى اجتماعه القادم بإذن الله تعالى". وأضاف: "إنه لمن دواعى سعادتى أن أجتمع بكم اليوم، بعد أن أتممتم عملكم على مدار الأيام الماضية، فى وطنكم الثانى مصر.. ولعلكم لاحظتم جميعًا ما حظيت به اجتماعاتكم من اهتمام، ليس فى مصر وحدها أو فى المنطقة فقط، بل العالم كله.. أكرر العالم كله.. ولا أبالغ القول إن مجرد التئام هذا الاجتماع، الذى ضمّ أهم رموز القبائل الليبية وأعيانها غربًا وجنوبًا وشرقًا، هو أبلغ رسالة توجهونها للعالم بأن وحدة ليبيا واستقلالها وسيادتها على كامل أراضيها هى رهنٌ بإرادة الليبيين أنفسهم، وأن الشعب الليبى عازمٌ على صيانة هذه الوحدة والحفاظ على هذا الاستقلال والدفاع عن تلك السيادة". وقال إن مصر، حكومة وشعبًا، لديها يقينٌ كامل بأن الشعب الليبى قادرٌ على لملمة شمله، وأنه الوحيد صاحب الكلمة فى صياغة حاضره واستشراف مستقبله.. وإنه شعبٌ سمحٌ، كريمٌ، ينزع إلى السلام والاستقرار والبناء، وسيتمكن بإذن الله، وبجهود أبنائه المخلصين، من تجاوز الظروف الصعبة التى يمرُ بها فى هذه اللحظة الدقيقة من تاريخه. وأكد: نتابع جميعًا ما يجتاح منطقتنا من موجات الإرهاب والعنف. نشاهد – بطول المنطقة وعرضها - مجتمعات تمزقها دعاوى الطائفية والتطرف الدينى والتقسيم والتفتيت. يقينى أنه لن يهزم تلك الدعاوى إلا الشعوب والمجتمعات نفسها.. الشعوب، فى مجموعها، ترفض هذا العنف وتتبرأ من ذلك الإرهاب، وترغب فى مستقبل أفضل لأبنائها.. اجتماعكم هذا الليبى الليبى الخالص.. وأنتم عنوان تلاحم نسيجه- هو مثال حى لما يُمكن أن تفعله الشعوب والمجتمعات من أجل الحفاظ على استقرارها ومواجهة التحديات المُحدقة بها. وأضاف: إن استقرار ليبيا من استقرار مصر. والمصريون تجمعهم بأشقائهم فى ليبيا روابط الجوار الجغرافى والتاريخ والمصير المشترك.. ولم، ولن تتوانى مصر عن دعم ليبيا فى هذا المنعطف الصعب.. وتقف مصر، قيادة وشعبًا، إلى جوار الليبيين فى اختياراتهم أيًا كانت، بعيدًا عن أية وصاية من أى جهة أو فصيل كان. وأكد أن بناء دولة ليبية حديثة، تقوم على المواطنة الحقة وتلفظ العنف والإرهاب، هو أمرٌ ممكن وهدف قابل للتحقق طالما خلصت النوايا وصحت العزائم.. ولا شك أن مناقشاتكم ومداولاتكم عبر الأيام الماضية تصب فى هذا الاتجاه، وتمهد الطريق لذلك الهدف النبيل، الذى يتبناه، ويتمناه كلُ محبٍ لليبيا حريص عليها وعلى أبنائها. واختتم رئيس مجلس الوزراء كلمته قائلًا: وفقكم الله إلى ما فيه خير وطنكم ورفعته، وأقول من قلبى.. تحيا مصر وتحيا ليبيا.. وعاشت مصر وليبيا شعبًا واحدًا، وأختتم كلماتى بقول المولى عز وجل: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".