فى اليوم العالمى لارتفاع ضغط الدم.. "القاتل الصامت" يصيب 16 مليون مصرى نصفهم لا يعلمون أنهم مصابون به.. وأطباء يقدمون أسبابه وطرق الوقاية منه وأحدث وسائل العلاج.. والطبيعية تقدم روشتة للسيطرة عليه

يحتفل العالم سنويًا فى السابع عشر من شهر مايو باليوم العالمى لمرض ارتفاع ضغط الدم، أحد أخطر الأمراض المزمنة التى تصيب حوالى مليار ونصف شخص على مستوى العالم، منهم 16 مليون مريض داخل مصر، ثلثهم فقط يعلم حقيقة إصابته بالمرض، وكما أنه يتسبب فى وفاة 7 ملايين شخص على مستوى العالم سنويًا، حسبما تؤكد الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم.
وساهمت الممارسات اليومية والعادات الغذائية الخاطئة التى يتبعها المصريون بجانب الاستعداد الوراثى فى رفع معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن، ومن أبرزها:الإسراف فى تناول الأطعمة الغنية بالملح والوجبات السريعة وارتفاع الوزن والتدخين وقلة النشاط الرياضى، والضغط العصبى والنفسى.
ويتسبب ارتفاع ضغط الدم حال عدم السيطرة عليه فى رفع فرص الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف والأزمات القلبية والفشل الكلوى والقصور القلبى، وهو يعرف باسم "القاتل الصامت" لأن ليس له أى أعراض أو علامة تحذيرية تنبئ بقدومه، ولذا يتعرض الكثير من الأشخاص إلى المضاعفات الخطيرة التى يسببها بشكل مفاجئ.
عادات خاطئة تسبب ارتفاع ضغط الدم
وكشفت الأبحاث الحديثة عن العديد من العادات الخاطئة التى تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم، حيث كشفت دراسة طبية خطيرة أشرف عليها باحثون من جامعة سوينبرون للتكنولوجيا بأستراليا عن أن الإسراف فى تناول عصائر الفاكهة بشكل يومى منتظم يرفع ضغط الدم وخاصة ً داخل شريان الأورطى، وكما يرفع فرص الإصابة الأزمات القلبية والذبحة الصدرية.
الهواتف المحمولة وارتفاع الضغط
وكشف علماء أمريكيون عبر أحد مؤتمرات الجمعية الأمريكية لارتفاع ضغط الدم، التى أجريت مؤخرًا، أن إجراء المكالمات باستخدام الهاتف المحمول يُحدث زيادة ملحوظة فى ضغط الدم، حيث كشفت النتائج أنه يرفع بشكل لحظى الضغط الانقباضى من 121 إلى 129، وكما يتسبب فى رفع الضغط الانبساطى من 77 إلى 82، مضيفين أنه على الرغم من عدم ارتفاع الضغط بشكل ملحوظ، إلا أنه مع الاستخدام المتكرر قد يساهم على المدى البعيد فى حدوث عواقب خطيرة.
أسباب ارتفاع معدلات المرض بين الشباب
وفيما يتعلق بأسباب ارتفاع معدلات الإصابة بالقاتل الصامت بين صغار السن، فقد كشفت دراسة أجراها باحثون من مستشفى جريفين الأمريكية، أن المراهقين الذين يتناولون ثلاث عبوات أو أكثر من العصائر أو المشروبات الغازية يرتفع فرص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم بنسبة 87%، وذلك يرجع إلى دور هذه المشروبات فى الحد من تركيزات مركبات النترات بالدم، وهو ما يتسبب فى انقباض الأوعية الدموية ورفع الضغط الدموى لهؤلاء الأشخاص، وذلك حسبما نشر مؤخرًا بالمجلة الطبية "The American Journal of Cardiology".
وكما أن ارتفاع معدلات الإصابة بالسمنة بين الأطفال خلال العقود الماضية سيكون له عواقب وخيمة للغاية، حيث كشف مؤخرًا المؤتمر العلمى الذى عقدته الجمعية الأمريكية للقلب أن الأطفال الصغار المصابين بالسمنة يرتفع بشكل ملحوظ خطر إصابتهم بمرض ارتفاع ضغط الدم المزمن مستقبلًا بمعدل أربعة أضعاف مقارنة بالأطفال أصحاب الأوزان الطبيعية.
ويوصى الباحثون الأطفال بممارسة التمارين والأنشطة البدنية، والحد من تناول الأطعمة الغنية بالملح، بالإضافة إلى السيطرة على الوزن للحد من هذه المخاطر الكبيرة.
وكما ذكرت دراسة علمية حديثة نشرت بدورية "Hypertension" وأشرف عليها باحثون من كلية الطب جامعة هارفارد الأمريكية، أن معدل إصابة الأطفال والمراهقين بارتفاع ضغط الدم قد ارتفع فى الآونة الأخيرة بنسبة 27% نظرًا ارتفاع فى معدلات الإصابة بالسمنة وبالتالى امتلاك مقياس مؤشر كتلة "BMI" عال، وأيضًا بسبب ارتفاع محيط الخصر وتناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بملح الطعام وخاصة الوجبات السريعة والأغذية المصنعة والمقرمشات.
أحدث الصيحات العلاجية لمرضى الضغط..
مصل جديد يخفض الضغط لمدة 6 شهور
ونسلط الضوء حاليًا على أحدث الصيحات العلاجية لمرضى ارتفاع الضغط، حيث كشفت الأبحاث الحديثة مؤخرًا النقاب عن مصل جديد يُحقن به المرضى مرتين فقط خلال العام، ليساهم فى ثبات واستقرار مؤشرات الضغط الدموى، ويخلص المرضى من عناء وملل الحصول على أقراص الضغط بشكل يومى متكرر.
ويعمل المصل الجديد والذى أشرف على تطويره فريق من الباحثين بجامعة أوساكا اليابانية عن طريق تثبيط أحد هرمونات الجسم المسئولة عن فرط ضغط الدم، ويعرف باسم الأنجيوتينسين "angiotensin 2"، وهو ما يُجبر العضلات المحيطة بالأوعية الدموية على الانقباض، وهو ما يُضيق مجرى الدم ويزيد من الضغط الواقع على هذه الأوعية، ويرفع خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتة الدماغية.
والمثير أن التجارب المعملية أثبتت نجاح هذا المصل، وذلك بعد أن تم حقنه لفئران التجارب، وكانت النتائج إيجابية للغاية، حيث ساهم فى خفض قراءات الضغط الدموى لمدة 6 أشهر كاملة على الأقل، ومن المنتظر أن تبدأ التجارب الإكلينيكية قريبًا.
ثورة جديدة فى علاج ارتفاع ضغط الدم تبشر بطرح جيل جديد من الأدوية
ثورة طبية جديدة فى علاج ارتفاع ضغط الدم كشفت عنها مؤخرًا دراسة حديثة نشرت بالمجلة العلمية الشهيرة "Molecular Cell"، حيث تمكن فريق من العلماء اليابانيين بمعهد ريكن لعلوم المخ من اكتشاف أحد البروتينات الطبيعية التى يفرزها الجسم لخفض ضغط الدم، يعرف باسم "ERAP1 "، لافتين إلى أن هذا البروتين المثير يساهم فى تكسير هرمون الأنجيوتنسين 2 "angiotensin II" الذى يتسبب فى انقباض الأوعية الدموية ويرفع ضغط الدم.
وأكد الباحثون أن استثمار هذا الاكتشاف وطرح جيل جديد من الأدوية تعمل على تحفيز إفراز بروتين "ERAP1 " فى الدم أو تحاكى آلية عمله، وهو ما قد يساهم فى علاج المرض المزمن.
"استئصال أعصاب الكلى".. أحدث تقنية لعلاج ضغط الدم المرتفع
"استئصال أعصاب الكلى" من أحدث التقنيات الطبية المستخدمة فى علاج ارتفاع ضغط الدم، وذلك حسب دراسة علمية حديثة أشرف عليها باحثون من جامعة بريستول البريطانية، ونشرت بمجلة "Hypertension" حيث تمكنوا من تطوير هذه التقنية العلاجية والتى تعرف باسم باسم "renal denervation"، حيث ساهمت بشكل ملحوظ فى خفض الضغط الدموى المرتفع، وذلك عن طريق إزالة الأعصاب التى تربط بين الكلى والمخ.
وأكد الباحثون أن الآثار الجانبية لهذه التقنية كان محدودًا جدًا، وأظهرت التقنية نتائج واعدة وتصلح مع الحالات الصعبة التى لا تستجيب للأدوية.
وصفات طبيعية لمرضى ارتفاع الضغط فى ضوء الأبحاث الحديثة
ممارسة التمارين بالمياه الدافئة يعالج ارتفاع ضغط الدم المزمن
وفيما يتعلق بأحدث الوصفات الطبيعية لمرض ارتفاع ضغط الدم، فقد كشفت المجلة الطبية "International Journal of Cardiology" مؤخرًا عن أخبار سارة للمرضى، حيث أشارت إلى أن ممارسة التمارين والأنشطة البدنية داخل المياه الدافئة بأحواض السباحة، والتى تبلغ درجة حرارتها 32 درجة سيليزية، بمعدل ساعة واحدة 3 مرات أسبوعيًا يُساهم فى علاج مرض ارتفاع ضغط الدم.
وفسرت الدراسة البرازيلية التى أشرف عليها باحثون جامعة ساو باولو هذه النتائج، مشيرة إلى أن درجة حرارة المياه الدافئة تعمل على تمدد الأوعية الدموية، وتُحسن من تدفق الدم، وهو ما يساهم فى خفض الضغط الدموى والحد من خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتة الدماغية، والمثير أن هذه الوسيلة المبتكرة تساهم فى علاج ارتفاع ضغط الدم لدى الأشخاص الذين لا يستجيبون للعقاقير الدوائية.
الجمعية الأمريكية للقلب:نصف ساعة رياضة يوميًا تحميك من ارتفاع ضغط الدم
وكشف بحث مثير أشرف عليه علماء من الجمعية الأمريكية للقلب، أن ممارسة الرياضة بشكل منتظم وبمعدل نصف ساعة يوميًا يساهم فى حمايتك من ارتفاع ضغط الدم ولا يجعلك فى حاجة لتناول العقاقير والأدوية المستخدمة لعلاجه مدى الحياة، وذلك حسبما نشر ونشرت هذه النتائج بالمجلة العلمية الشهيرة "Hypertension".
وأكدت النتائج أن الأشخاص الذين قاموا بممارسة التمارين والأنشطة الرياضية بمعدل 30 دقيقة يوميًا لمدة 6 أيام، وهو ما يعادل 3 ساعات فى الأسبوع انخفض خطر إصابتهم بارتفاع ضغط الدم بنسبة 11% مقارنة بالأشخاص الذين يقل معدل نشاطهم البدنى عن ساعة أسبوعيًا، ولفت الباحثون إلى أنه كلما ارتفع معدل النشاط البدنى كلما انخفضت تلك المخاطر بشكل ملحوظ.
وكما كشفت دراسة أخرى أجراها باحثون من جامعة جورج واشنطن، أن المشى 30 دقيقة يوميًا يحد من خطر وفاة مرضى ارتفاع الضغط.
مجلة " Hypertension":الزبادى يخفض ضغط الدم ويحميك من أمراض القلب
وأشارت دراسة طبية حديثة أشرف عليها باحثون أستراليون ونشرت مؤخرًا بالمجلة الطبية الشهيرة "Hypertension"، إلى أن تناول الزبادى بشكل يومى منتظم يُخفض كلًا من ضغط الدم الانقباضى "systolic " وضغط الدم الانبساطى "diastolic".
وأكد الباحثون أن تناول أنواع الزبادى ومنتجات البروبيوتك، التى تحتوى على أنواع عديدة من البكتيريا تُحدث فوائد صحية أكبر من الزبادى التى تحتوى على نوع واحد فقط.
جامعة أسترالية: التعرض لأشعة الشمس يخفض ضغط الدم المرتفع
وكما أن أشعة الشمس لها دور رائع فى خفض الضغط، حيث كشفت دراسة أسترالية أن التعرض لأشعة الشمس فى الأوقات الآمنة، أى طوال اليوم ماعدا الفترة من العاشرة صباحًا حتى الثالثة عصرًا، قد يساهم فى الحد من ارتفاع ضغط الدم المزمن، لأنه يرفع مستويات فيتامين "د" بالدم، المرتبط بخفض الضغط الدموى المرتفع.
ونشرت هذه النتائج مؤخرًا بالمجلة الطبية "The Lancet Diabetes & Endocrinology".
"الفراولة" تخفض مؤشرات ضغط الدم
وكما تساهم الفراولة فى الحد من مخاطر "القاتل الصامت"، حيث أشارت دراسة أمريكية إلى أن تناول حفنة يد من الفراولة لمدة ثمانية أسابيع يساهم فى خفض مؤشرات الضغط الدموى المرتفع بشكل متوسط، حيث تحتوى على تركيزات عالية من مضادات الأكسدة، والتى تخفض الضغط الدموى عن طريق تعزيز ارتخاء بطانة الأوعية الدموية، وهو ما يوسع الشرايين، ويقلل الضغط.
مفاجأة.. "سلطة سحرية" تقلل ضغط الدم بكفاءة عالية
وتواصل الأبحاث الحديثة فى الكشف عن المفاجآت والعلاجات الطبيعية لمرضى الضغط، حيث تمكن مؤخرًا باحثو كينجز كولدج لندن البريطانية من تحضير تركيبة غذائية جديدة تساهم بشكل ملحوظ فى خفض الضغط الدموى، وهى سلطة خضروات تتكون من الخس والزيت الزيتون مع قليل من المكسرات والأفوكادو، وأكد الباحثون أن إضافة الدهون المشبعة الممثلة فى زيت الزيتون ستعزز كثيرًا من الفوائد الغذائية للخس وسيساهم فى خفض ضغط الدم.
وفسر الباحثون ذلك، مشيرين إلى أن هذه الخضروات عندما يتم تناولها معًا فإنه ينشأ عنها تفاعل كيميائى جديد يحدث داخل المعدة، لينجم عنه تكوين بعض المركبات التى تعرف باسم الأحماض الدهنية النيتروجينية " nitro fatty acids "، والتى تتفاعل مع أحد الأنزيمات الموجودة داخل الجسم لتقوم فى النهاية بخفض الضغط الدموى المرتفع.
ونشرت هذه النتائج مؤخرًا بالمجلة العلمية "Proceedings of the National Academy of Sciences".
عصير البرتقال وعصير البنجر يخفضان الضغط المرتفع
كشفت دراسة أمريكية حديثة، أن تناول عصير البرتقال وعصير البنجر يساهم فى خفض ضغط الدم المرتفع ويقلل فرص الإصابة بأمراض القلب، وذلك حسبما نشر بالمجلة الأمريكية للتغذية الإكلينيكية "American Journal of Clinical Nutrition".
وفسرت الدراسة هذه النتائج، لافتة إلى أن عصير البرتقال يعمل على إخراج الصوديوم والمياه من خلال الكليتين إلى البول، فيما يعمل عصير البنجر على توسيع الشرايين.
عزيزى مريض الضغط.. 7 نصائح ذهبية لتتحكم فى ضغط المرض على الدوام
يوصى مركز مكافحة الأمراض الأمريكى "CDC"، بضرورة أن يكون هدف مرضى الضغط هو السيطرة على مؤشراته طوال الوقت، ولذا نقدم أبرز النصائح لإدراك هذه الغاية، وذلك حسبما نشر مؤخرًا بموقع "رعاية الصحة" الأمريكى، وهى تشمل:
1.قياس ضغط الدم بشكل دورى منتظم لتجنب أى ارتفاع أو انخفاض فيه جراء استخدام الأدوية بجرعات أقل أو أكبر.
2.السعى نحو على التمتع بوزن مثالى، لأن فرط الوزن يرفع فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وذلك حسب توصيات جمعية القلب الأمريكية.
3.ممارسة الرياضة بشكل يومى منتظم، بما لا يقل عن ساعتين ونصف فى الأسبوع، لأن ضعف اللياقة البدنية وممارسة الرياضة أحد عوامل الخطورة التى تعرضك للإصابة بالقاتل الصامت.
4.تناول قدرا كبيرا من الخضروات والفاكهة، وكما يجب الحرص على التقليل من تناول الملح والدهون المشبعة واللحوم المصنعة والوجبات الجاهزة، وكما يجب إتباع الحمية النباتية، نظرًا لأنها تخفض ارتفاع ضغط الدم وذلك حسبما نشر بالمجلة الطبية "JAMA Internal Medicine".
5.الابتعاد تمامًا عن تدخين السجائر، لأن ممارسة هذه العادة الضارة بانتظام يرفع ضغط الدم ويؤدى إلى تلف الشرايين، حسبما أكدت الجمعية الأمريكية للقلب.
6.الامتناع تمامًا عن تناول المشروبات الكحولية لأنها ترفع ضغط الدم.
7.تناول أدوية الضغط بشكل منتظم وبنفس الجرعة التى حددها الطبيب، مع ضرورة إخباره بأى آثار جانبية تعانى منها.