تأصلت لدى الشعب المصرى عادة غريبة تكاد تعصف باقتصادنا، وهى الثقة فى المنتج المستورد من الخارج ولا تعبير لمنتج البلد وأنا منهم لا أكذب، تساءلت كثيرا لماذا تأصلت تلك العادة لدينا عند أغلب الشعب المصرى بل كل الشعب المصرى. هناك عوامل أدت إلى تأصل تلك الثقافة والتمسك بالمنتج المستورد، أولها رداءة المنتج المصرى، والسبب الثانى إن وجد المنتج المصرى المتميز يقابله ارتفاع السعر لذلك نجد سعر المنتج المستورد مع الجودة أقل سعرا من المنتج المحلى مما يجبر المواطن المصرى على شراء المنتج المستورد تجولت فى الأسواق لدينا، وهى أسواق بسيطة لوضع الصورة فى نصابها الحقيقى لدى نفسى فقمت بشراء عدة اشياء بسيطة منها على سبيل المثال قلم رصاص وقلم جاف وقطعة قماش ودراجة لابنى واضطررت للمقارنة، فوجدت أن المنتج المستورد يتفوق على المنتج المصرى جودة وسعرا تساءلت لماذا هذا الفارق، فوجدت أن الصناعة فى مصر انهارت وانهار خلفها الاقتصاد عندما أفضل منتج مستورد على منتج بلدى والأدهى والأمر اننا نستورد من دول كنا نتفوق عليها بكثير مثل سوريا وتركيا والسعودية والهند طبعا مع احترامى الشديد لتلك الدول وعلى رأسها أعظم دولة غزت العالم اقتصاديا وهى الصين أن انشغال الدولة عن الاهتمام بالمنتج المصرى أدى لهروب المستهلك إلى شراء المستورد وتفضيله على المنتج المحلى وبالتالى سوف ينهار اقتصاد البلد وفى هذه الأيام علمت أن الدولة منعت استيراد فانوس رمضان هذا العام وكم أتمنى أن تثبت المصانع المصرية تفوقها وتنتج منتجا يرقى بنا وأحلم أن أجد هذه السلعة البسيطة تتفوق على المستورد ولا يجد المستورد منها فى العام القادم طريقا لدخول البلاد مع جودة المنتج المصرى، اخى انظر حولك أننا نستورد كل شىء من الصاروخ إلى اللبان الذى يمضغه الأطفال ** إذن أين الصناعة المصرية وأين مراقبة الجودة فى مصر وأنا لا أنكر أن هناك الكثير من السلع المصرية عالية الجودة لكن يقابلها ارتفاع أسعارها – لذلك يجب على الدولة وضع خطة مدروسة للارتقاء بالمنتج المحلى والنهوض باقتصاد البلاد كى يعم الرخاء.