المواطن المصرى ليس مغلوبا على أمره.. كلا وألف كلا.. إنه غالب قبل أن يكون مغلوبا ومهربا قبل أن يكون هارب.. وحاكم قبل أن يصبح محكوما.. وظالم قبل أن يكون مظلوما.. ولكن من وصل بالمواطن إلى هذا؟؟!!.. أليس هو؟؟!!.. إن هناك يد خفية تعبث بمقدرات هذا الوطن!! أيمكن أن يتحول وطن كامل بمن فيه ويكتسبون صفات وسمات هى أغرب وأعجب ما ورد وسمعنا ورأينا منذ العصور السابقة!!.. فبأى منطق لهذا البلد فى كل مناسبة أجندة للإصلاح.. وتختلف رؤية كل منها عن الأخرى.. وعلى فترات قريبة، ونجد الجميع يصرخ.. لا جدوى.. المواطن يهرب من الإصلاح.. لا يريده.. أتدرون لماذا؟؟!!..لأنه لا يستطيع الخروج من المتاهة التى يدور بداخلها.. يشعر باليأس والإحباط يتملكه بسبب عدم الوصول إلى باب النجاة، وعندما يجده لا يصدمه، ونفسه لا تحمله قدماه ليهرب فهو مستمتع بما هو فيه من فساد وإفساد وما يعود عليه منه ولا يدرى أهو ضار أم نافع؟؟!! وما نحن فيه الآن حالة من اللامبالاة والتوهان والهروب من النفس وإلى أين يا ترى ؟؟!! ومن أين المفر من تلك المتاهة ؟؟ إن الإصلاح لا يبدأ من الحكومة بسبب بسيط جداً.. ألا وهو إنها فى واد ونحن فى واد آخر.. غير أن كل منا لابد وأن يبدأ بنفسه.. أصلحها وليس له شأن بعد ذلك.. ولى أنا الآخر فى أجندة الإصلاح.. ويتمثل فى أن تجتمع الحكومة والمواطنون على الإصلاح ولو مرة واحدة، وهناك عدة محاور رئيسية يجب أخذها فى الاعتبار كانت أسبابا رئيسية فى استشراء الفساد وفى جسم الوطن ونخسره فى عظامه وأوالها الإعلام المرئى الذى أفسد البيوت المصرية.. والزوجات تقلبن على أزواجهن بسبب ما يشاهدونه فى القنوات الفضائية، ناهيك عن الإباحية منها.. وثانى الأسباب إنعدام الضمير، وخاصة فى من يتحكمون ويسيطرون على مقدرات الأمور.. فإذا أصلحنا حال هؤلاء سيعود ميزان العدل فى وضعه الطبيعى.. وإن تحرى كل قاض وضابط الحق وهو يحاسب المواطن، وهو أيضا يحكم بين الناس لصلح الميزان، ولو راعى الأطباء ضمائرهم، وخاصة، فى التشخيص لقلت الأمراض.. ولو راعى الصيادلة ضمائرهم فى تصنيع الدواء ووضعت المادة الفعالة بمقاديرها الصحيحة لأصبح الأسبرين يعالج الصداع.. كما كان فى الماضى.. ولو راعى المدرس ضميره فى المدرسة مع تلاميذه لتخرج من تحت يديه أساتذة.. وليس تلاميذ.. لأن التلميذ أستاذ ونصف، لو تعلم كما يجب لأنه يضيف أستاذه لخبرته.. وكذلك رجل الدين لو راعى الله فيما يقدمه للناس من أمور الدين لفهم المواطن الحلال من الحرام.. وعلى ذلك.. لم لا نبدأ بالإصلاح جميعاً؟؟!!.. وتكون حملة قومية لإصلاح النفس والوطن.. حتى لا يصبح المواطن.. هارب من نفسه ووطنه وتأتى الأمواج على السفينة لأنها بدون شراع.. فهيا .. يداً بيد .. لنقود السفينة ونعبر بها وبأبنائنا إلى بر الأمان.