قال إريك تراجر، الباحث بمعهد واشنطن للشرق الأدنى، إن إلغاء نظام تمويل المساعدات الأمريكية لمصر الذى كان بمثابة إشارة على علاقة مصر المميزة مع واشنطن، يعنى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما ربما أغلق الباب أمام أى فرصة لروابط أوثق مع القاهرة خلال فترة رئاسته. عدم حسم الإدارة الأمريكية وأشار ترايجر فى مقال له بصحيفة "ناشيونال إنترست" إلى أن أوباما خلال اتصاله مع الرئيس عبد الفتاح السيسى الأسبوع الماضى كشف تحولا مختلطا لكنه هام فى السياسة الأمريكية إزاء مصر، فمن ناحية، أطلق سراح المساعدات التى تم تعليقها منذ أكتوبر 2013، لكنه أنهى سياسة تمويل تدفق الأموال الذى مكن مصر من استخدام المساعدات المستقبلية لشراء الأسلحة بالائتمان، وهى الميزة التى تتمتع بها إسرائيل وحدها الآن. وقال إريك تراجر، الباحث بمعهد واشنطن للشرق الأدنى: لفهم السياسة الجديدة لأوباما، من المهم التأكيد على حقيقة واحدة، وهى أن مسئولى الإدارة الأمريكية حثوا الرئيس على اتخاذ قرار حول مستقبل المساعدات العسكرية لمصر منذ نوفمبر الماضى. ورغم حقيقة أن مصر حليف قديم لأمريكا وتحارب التكفيريين فى الغرب فى ليبيا وفى الشرق فى سيناء، استغرق الرئيس أربع أشهر لاتخاذ قرار ما إذا كان سيرسل الأسلحة إلى القاهرة. ازدواجية عميقة واعتبر ترايجر أن عدم حسم أوباما يعكس الازدواجية العميقة لإدارته التى يسودها الاستقطاب حول مصر. فالإدارة لا تستطيع أن تقرر ببساطة ما إذا كانت مصر شريكا إستراتيجيا ينبغى دعمه بسخاء أم دولة يسودها استبداد وحشى ينبغى حرمانها من المساعدات حتى تسلك طريقا أكثر ديمقراطية. وخلال الفترة التى شهدت قطع المساعدات، تعاملت الإدارة مع مصر على هذين الأساسين. فأرسلت واشنطن طائرات الأباتشى لمساعدة مصر فى جهود مكافحة الإرهاب، لكنها علقت إرسال طائرات الإف 16 لتشجيعها على مسار سياسى أكثر تقدما. تراجع نفوذ واشنطن فى القاهرة وتابع ترايجر قائلا إنه مع انفجار القنابل فى المدن المصرية الكبرى، ومقتل مئات من قوات الأمن فى سيناء والصحراء الغربية، واستمرار انزلاق المنطقة فى فوضى غير مسبوقة، كان لدى القاهرة سؤال واحد لواشنطن، وهو: هل أنتم معنا أم ضدنا.. بمعنى آخر لم تر الحكومة المصرية أن إدارة أوباما بتعليقها إرسال طائرات الإف 16 تؤكد التزامها بالديمقراطية، ولكنها رأت الخطوة بمثابة ضربة للأمن على المدى الطويل فى اللحظة الأكثر خطورة فى تاريخ الشرق الأوسط المعاصر، ونتيجة لذلك تراجع نفوذ واشنطن فى القاهرة. وخلص ترايجر فى النهاية إلى القول بأن أوباما ربما اعتقد أن مكالمته مع السيسى ليعلن إطلاق المساعدات ستبدأ صفحة جديدة فى علاقة صعبة، لكنه بقراره إلقاء التمويل الائتمانى الذى كان دليلا على العلاقة الخاصة مع مصر، ربما يغلق أوباما الكتاب على أى فرصة لروابط أقوى بين الولاياتالمتحدة ومصر لحين قدوم رئيس جديد ينظر فى هذا التحالف القديم.