الوقاية خير من العلاج وما لا يدرك كله لا يترك جله، حقيقة شرعية وعلمية عقلية ثابتة لا يخالف فيها إلا من سفه نفسه أو مخادع ماكر، لأن الأصل شرعا وعقلا حفظ وسلامة النفوس والعقول والأعراض والأموال والدين وهذه تسمى فى الشرع حفظ الضروريات الخمسة، هذه الضروريات فرط فيها العرب كثيرا فى الفترة الأخيرة، ولم يسلم لهم منها أى شىء على الإطلاق بل زادوها تفريطا بفقد ارضهم وبلادهم وسلموها إلى المحتل على طبق من ذهب فقبل قرون فقدوا الأندلس وقبل عقود فقدوا الأقصى ثم لبنان والعراق واليوم اليمن، وعند اليمن تحرك العرب لصد شر اقترب، لا أدرى السبب الحقيقى وراء تحركهم. على كل حال مهما كان سبب تحركهم فهو تحرك محمود ومطلوب بل واجب شرعى وعربى بل وواجب كان عليهم أن يقوموا به قبل عقود أن لم نقل قبل قرون، لأن علاج الجرح مبكرا خير من تركه حتى يلتهب ويصبح مآوى آمن للجراثيم وغيرها حينها يشتد المرض ويصعب علاجه وربما لا نستطيع علاجه بعدها أبدا فنضطر إلى قطع العضو المصاب ونقول فقد العضو خير من فقد الجسد كله وقد يبقى العضو المصاب مع الجسد لكنه مشلول عاجز عن الحركة وقد يشل الجسد كله بل وربما لا ينفع بعدها حتى القطع حينها نحكم على المريض بالموت المحقق وننتظر اجله وهذا ما نخشاه على جسد الأمة العربية فهل ستتمكن أمتنا من لملمة جسدها ومداواة جروحها لتعود لنا سالمة قوية أبية شامخة حضاريا وعلميا وهذا يتطلب منها دفع ثمن باهظ وبذل دماء ذكية.