إن شباب السادس من أكتوبر كان مشحونا بالوطنية ويقاتل لأجل غرض نبيل ومشروع لتحرير الأرض ولهذا توحدوا وأبدعوا فى الأداء العسكرى الرجولى على حق ولكن اليوم يستغل البعض قلة خبرة الشباب المصرى فغسلوا لهم عقولهم بأفكار متطرفة ليكرهوا بلدهم وحكامهم وأهلهم وبعضهم دخلوا لهم من سكة أنهم أبطال وماحصلوش وأنهم مثل سعد زغلول ومصطفى كامل وأنهم لكى يشعروا بقيمتهم يجب أن يهتفوا ويعملوا منشورات (أو حاليا مواقع) وأن يصرخوا (يسقط يسقط) وأن ينفذوا ما يطلب منهم لأنهم يظنون أنهم بقراءتهم لمقال أو سماعهم لرأى معارض أم متابعتهم لقناة عميلة صاروا يفهمون كل شىء وهم لا يعرفون أى شىء فى الواقع ومضحوك عليهم ومثلما أن الطريق إلى الجحيم مفروش بالنوايا الطيبة كذلك الطريق لتدمير مصر مفروش بالوعود والأحلام. إن الشباب حاليا من السهل التأثير عليه فنفس هؤلاء الشباب الصارخين فى 6 أبريل هم أنفسهم الذين تم تلقينهم الهتافات ضد مصر وضد الحكومة فى حرب تموز على لبنان لأجل فتح المعبر الذى كان مفتوحا وهم لا يقدرون خطورة ما تريده حماس وإسرائيل وإيران من غزو سيناء وهم أنفسهم الذين تم تلقينهم الصراخ لأجل عدم بناء الجدار وهم لا يعرفون كم الأسلحة التى دخلت إلى مصر للإرهاب وليس إلى غزة وهم أنفسهم الذين تم استغلال بعض المشاكل (التى كان موجودا أكثر منها فى عهد عبد الناصر والسادات والفقر كان آلاف المرات عما هو حاليا والفساد ومراكز القوى والجماعات المتطرفة وعصر الانفتاح وغيرها) فهم يروجون للشباب أن مصر كانت جنة ثم تدهورت ويكذبون عليهم لأجل خلق توتر فى الداخل منها أنه يضعف مصر ويشتت دورها الإقليمى ويسهل اختراقها وعودة الإرهاب والفتن والتطرف ومنها أنه يسبب اقتتال المصريين وتمزيقهم ويسهل محاولاتهم لقلب الحكم حتى لو دمويا ومنها يعرقل أى تنمية ويضيع جهد الشباب هباء! خلاصة القول أن النضج والوطنية الحقيقية ووجود الهدف كان موجودا فى جيل 6 أكتوبر وهو ما يحاول أعداء مصر تدميره حاليا عبر أجيال 6 أبريل وغيرها وشتان ما بين الاثنين!