بالمستندات.. ولى أمر يتهم مدرسا بالاعتداء الجنسى على نجله.. تقرير طبى يؤكد وجود التهاب حول فتحة الشرج مع بقايا نزيف.. والطب الشرعى: لا يوجد لدينا فنى يمكن الاستناد عليه فى إثبات صحة حدوث الواقعة

أصبحت أخبار الاعتداء الجنسى على الأطفال شيئا عاديا على عين وأُذن المواطن المصرى، حيث ارتفعت خلال السنوات القليلة الماضية وتيرة تلك الأحداث المؤسفة والمخجلة، والأكثر دعوة إلى الفزع أن عددا كبيرا من الحالات الموثقة تم الاعتداء عليها داخل أماكن مخصصة لحماية الأطفال، فهناك حالات اعتداءات فى دور أيتام ومؤسسات رعاية الأحداث وأيضا داخل الفصول المدرسية.
غلاف تقرير الدكتور مصطفى أيمن محمد فودة حول حالة الطفل
"حسن.ى.ع" طفل يبلغ من العمر 4 أعوام ، يروى والده ل"اليوم السابع" تفاصيل محاولة مدرس التربية الرياضية بإحدى مدارس اللغات بأول طريق القاهرة – الفيوم الصحراوى بشارع الهرم الاعتداء عليه، فى شهر أكتوبر من العام الماضى 2014.
مقدمة تقرير خبير الطب الشرعى الموازى
وقال "ى ع ى" والد الطفل الضحية إنه فوجئ بنجله يوم 24 أكتوبر الماضى، بعد انتهاء اليوم الدراسى، يروى قصة اعتداء المدرس عليه دون وعى كامل بها، نظرا لصغر سنه، حيث إنه لا يعى ما حدث له، لافتا إلى أنه توجه إلى مستشفى السلام الدولى يوم 25 أكتوبر لتوقيع الكشف الطبى على نجله.
تقرير مستشفى السلام أكد وجود التهاب حول فتحة الشرج مع بقايا نزيف من الشرج
وأصدرت مستشفى السلام بدورها تقريرا عن حالة الطفل، حصلت "اليوم السابع" على نسخة منه، حيث ورد به أن الطفل يعانى من ارتفاع شديد بدرجة الحرارة مع وجود التهاب وقرحة بيضاء بالحلق، ووجود التهاب حول فتحة الشرج مع بقايا نزيف.
التقرير الشرعى الموازى يصف حالة الطفل
ويستكمل والد الضحية روايته قائلا "تقدمت بشكوى للمدرسة يوم 26 أكتوبر، وقمت بتحرير محضر بقسم الهرم يوم 28، الذى حول الطفل إلى مستشفى أم المصريين، وتم تحويله للطب الشرعى لإثبات الاعتداء الجنسى من عدمه".
تقرير الدكتور مصطفى أيمن محمد فودة ينتقد تقرير مصلحة الطب الشرعى
وحصل "اليوم السابع" أيضا على نسخة من تقرير الطب الشرعى، الذى أوضح أن السحج الموصوف بخلفية المجنى عليه ذات طبيعة احتكاكية حدثت من احتكاك بجسم صلب خشن السطح أيا كان نوعه، وجائزة الحدوث فى تاريخ معاصر لحدوث الواقعة.
الطب الشرعى: لا يوجد لدينا فنى يمكن الاستناد عليه فى إثبات صحة حدوث الواقعة
وفى الوقت ذاته لم يؤكد تقرير الطب الشرعى وجود اعتداء جنسى على الطفل، قائلا "وبالكشف عليه من دبر لم يتبين به من المظاهر التى تشير إلى سبق إتيانه فى زمن قديم أو حديث"، مضيفا "لا يوجد لدينا فنى ما يمكن الاستناد عليه فى إثبات صحة حدوث الواقعة على النحو الوارد بمذكرة النيابة"، وصدر هذا التقرير بتاريخ 29 أكتوبر من العام نفسه.
التقرير الموازى يؤكد محاولة إيلاج جزئى متكرر بقصد محاولة إتيان الطفل من الخلف
وأضاف والد الطفل، فى حديثه ل"اليوم السابع"، أنه توجه بعد ذلك إلى مستشفى عين شمس التخصصى، والتى أصدرت تقريرا يقول إن نتائج التخطيط الكهربى للعضلات توحى بوجود ضعف عام متوسط فى العضلات العاصرة والخارجية مع عدم وجود دليل على تغيرات عصبية.
كبير الأطباء الشرعيين سابقا يطالب بتشكيل لجنة ثلاثية للحكم اليقينى على الواقعة
ولم تنته محاولات الأب عند هذا الحد، بل توجه إلى أحد مكاتب الاستشارات الطبية الشرعية لرئيس مصلحة الطب الشرعى وكبير الأطباء الشرعيين سابقا، الدكتور مصطفى أيمن محمد فودة، والذى أبدى فى بداية تقريره اعتراضه كلية على ما ورد بتقرير الطب الشرعى الصادر عن منطقة القاهرة الطبية الشرعية بمصلحة الطب الشرعى.
تقرير موازٍ للطب الشرعى: الفحص أكد محاولة إيلاج جزئى متكرر بقصد محاولة إتيانه من الخلف
وأوضح التقرير الأخير أن فحص منطقة الشرج والعجزان إليكترونيا أظهر علامات وقرائن تؤكد محاولة إيلاج جزئى متكرر للمذكور، بقصد محاولة إتيانه من الخلف لواطا بهتك عرضه، مؤكدا أن تقرير الطب الشرعى المقدم من مصلحة الطب الشرعى يشوبه العوار والقصور لعدم استكماله إجراءات الفحص التأكيدية لنفى أو إثبات حدوث الواقعة.
جمعية حقوقية تتبنى قضية الطفل
ومن جانبها أعلنت الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان EAAJHR عن تبنيها لقضية الطفل ضحية واقعة التعدى الجنسى المؤسفة والمنسوبة لأحد مدرسين الطفل، بإحدى المدارس الشهيرة.
صورة من الجزء الخاص برأى مصلحة الطب الشرعى فى الواقعة
وأكدت الجمعية فى بيان لها صدر الثلاثاء الماضى، أن ما شاب هذه القضية من أخطاء فنية حال بحثها وتحقيقها وإثباتها عار فى جبين دولة القانون، التى رسخ لها الدستور المصرى، وأكد عليها الرئيس عبد الفتاح السيسى كنتاج مباشر لثورة شعب على المحسوبية والفساد.
مساعدة الأحداث: قصور التحقيقات وضعف الإمكانيات أصبح بابا خلفيا لهروب الجناة
وأضاف البيان أن هذه القضية تدق ناقوس الخطر بقوة تجاه حوادث التعدى الجنسى على الأطفال، والتى باتت بين عشية وضحاها خطرا يهدد أطفال مصر بشكل مباشر ويهدد أمن الأسرة النفسى، ويهز ثقتهم فى دولة العدالة والقانون، مشيراً إلى أن قصور التحقيقات وضعف إمكانيات الجهات المعاونة للنيابة العامة أصبح بابا خلفيا لهروب العديد من الجناة من تحت يد وطائلة القانون لتحقيق الردع العام والردع الخاص لكل مجرم منتهك لبراءة الأطفال.
صورة من تقرير مستشفى عين شمس التخصصى حول حالة الطفل
وأكد المحامى محمود البدوى، خبير حقوق وتشريعات الطفل، ورئيس الجمعية، أن تحقيقات النيابة العامة شابها عوار وفساد فى الاستدلال والتعويل على عدد من الأدلة التى يجب طرحها جانبا، ومن أهمها تقرير الطب الشرعى وتحريات المباحث حول الواقعة، قائلا "إن التقرير الفنى المقدم من قبل مصلحة الطب الشرعى مشوب بعيب العوار والقصور لعدم استكماله إجراءات الفحص التأكيدية لنفى وإثبات حدوث الواقعة، كما أن تحريات المباحث حول الواقعة لا تعدوا أن تكون مجرد رأى وتعبر عن وجهة نظر محررها ولا تعبر عن حقيقة الواقعة".
نسخة مترجمة إلى اللغة العربية من تقرير مستشفى عين شمس التخصصى
واستطرد الخبير بحقوق وتشريعات الطفل "من المستحيل أن تقيم الدليل على نفى الواقعة، لأنها بكل بساطة حدثت داخل دورة مياه المدرسة وبين الطفل الضحية والمدرس المتهم، وهو ما ترتب عليه فساد الاستدلالات التى استند عليها فى التقرير، وبالتالى أخطاء فى النتيجة التى توصل إليها"، مطالبا بضرورة إعادة فتح التحقيقات من جديد.
المحامى يطالب بتشكيل لجنة خماسية طبية محايدة وتكليفهم رسميا بمهمة الكشف الطبى على الطفل
وطالب محمود البدوى بسرعة تشكيل لجنة خماسية طبية محايدة تتكون من رئيس مصلحة الطب الشرعى الحالى، والدكتور أيمن فودة، رئيس المصلحة سابقا ومعد التقرير الأخير، والدكتورة نجلاء على بمستشفى عين شمس التخصصى، و2 من الخبراء المشهود لهم بالحيادية والنزاهة، وتكليفهم رسميا بمهمة الكشف الطبى على الطفل، وإعادة فحص الأدلة التى أهملتها النيابة العامة والطب الشرعى، ومنها الملابس الداخلية الخاصة بالطفل، على أن يؤدوا مهمتهم تحت القسم ويعدوا تقريرا وافيا بالحالة بالاشتراك مع رئيس مصلحة الطب الشرعى شخصيا.
الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث تطالب بتبنى القضية
وناشد المحامى محمود البدوى، فى بيان للجمعية المصرية لمساعدة الأحداث رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والمستشار النائب العام، بضرورة تبنى هذه القضية، وضرورة فتح تحقيق واف بها من جديد، لما لهذه القضية من انعكاسات خطيرة على أطفال مصر بل على المجتمع المصرى بالكامل، مضيفا "لا يعقل أن يكون بمصر أقوى بناء تشريعى حمائى للطفل على مستوى العالم، ويضيع حق طفل برىء نتيجة ضعف الإمكانيات الفنية بالطب الشرعى أو قصور التحقيقات التى تجريها جهات التحقيق، وهو الأمر الذى نحذر منه بشدة لأنه بكل بساطة هو إهانة لدولة العدل والقانون التى تحرص عليها مؤسسة الرئاسة والحكومة كأحد الاستحقاقات الأصيلة لثورة الشعب على الظلم والفساد".
تقرير مستشفى السلام الدولى يرصد التهاب فى فتحة الشرج مع وجود بقايا نزيف
التقرير الطبى لمستشفى "أم المصريين" عن حالة الطفل المجنى عليه
موضوعات متعلقة..
- اتهام مدرس بالاعتداء جنسياً على طفلة بمدرسة ابتدائى بالشرقية..الضحية:"الأستاذ قالى هموتك وأدفنك فى الحمام لو قولتى لحد"..وزملاء المتهم:متزوج وله 4أبناء ومن أسرة متدينة.. و"التعليم":نجرى تحقيقات موسعة