فى الصباح كانت طفلة بريئة ترتدى ملابسها المدرسية، وتملأ وجهها الابتسامة وفى المساء أصبحت جثمانًا تحت التراب، ولم يتبقِ منها إلا لافتة تحمل اسمها وضعت على مدرستها، يأتى ذلك بعدما قرر المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم، تغيير اسم مدرسة الحواتم الابتدائية لتصبح مدرسة الشهيدة منة الله سيد رجب، التلميذة التى لقيت مصرعها ضحية الإرهاب بالمحافظة أمس الأربعاء، كما قرر المحافظ صرف إعانة عاجلة لأسرة التلميذة. محافظ الفيوم يتقدم الجنازة وكان قد تم تأدية صلاة الجنازة على جثمان التلميذة منة سيد، 10 سنوات، التلميذة بالصف الرابع الابتدائى، والتى لقيت مصرعها أمس عقب إمساكها بعبوة ناسفة عثرت عليها الطفلة أمام المدرسة، ولعبت بها قبل أن تنفجر العبوة، حضر تشييع الجنازة أسرة الطفلة وجيرانها والمستشار وائل مكرم محافظ الفيوم، والذى قدم واجب العزاء لأسرة الطفلة. الأهالى يؤدون صلاة الجنازة على جثمان التلميذة منة سيد أعرب محافظ الفيوم عن خالص تعازيه لأسرة الطفلة، داعياً المولى القدير أن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان، وأكد أن يد الإرهاب الآثم باتت لا تفرق بين كبير وصغير حتى وصل الإجرام إلى استهداف التلاميذ الصغار أمام المدارس، بهدف إحداث نوع من عدم الأمن بين المواطنين وإصابة الحياة العامة بالشلل. جانب من صلاة الجنازة وأضاف، أن هذه الأعمال التخريبية لن تنال من عزيمة المصريين، ولن تزيدهم إلا قوة وصلابة فى مواجهة الإرهاب وبناء مستقبل مصر الحديثة. الأب باكيًا: "حسبى الله ونعم الوكيل.. وتحيا مصر" وخلال الجنازة وسط حالة من البكاء هتف والد منة مفاجئًا الجميع بتماسكه وقوة إيمانه قائلاً "حسبى الله ونعم الوكيل.. وتحيا مصر"، وردد الحاضرون الهتافات خلفه، وتحولت جنازة منة إلى مظاهرة تشجب الإرهاب، وتؤكد له أن عزيمة المصريين فوق كل جرائمهم. الحزن يسطر على الفيوم وأمام منزل "منة" بحى الحواتم بمدينة الفيوم اتشح الشارع بالسواد حزنًا على الطفلة البريئة، وقالت والدتها التى لم تستطع تتمالك نفسها، إنها لا تتخيل أنها لن ترى ابنتها مرة أخرى، مؤكدة أن ابنتها كانت مرتبطة بجدتها وذهبت فى الصباح لترتدى ملابسها المدرسية عندها، وانهارت الأم قائلة "ليتنى كنت أعلم أن هذه هى المرة الأخيرة التى سأراها فيها"، واختتمت كلامها مرددة "ربنا حرق قلوبهم زى ماحرقوا قلبى". التلميذة منة سيد كان اللواء يونس الجاحر مدير أمن الفيوم، قد تلقى إخطارًا من مستشفى الفيوم العام، يفيد بوصول جثة الطفلة منة سيد رجب، 10 سنوات، تلميذة بالصف الرابع الابتدائى بمدرسة الحواتم، وتقيم بميدان الحواتم بمدينة الفيوم، وأكد والدها أن الطفلة وجدت عبوة مجهولة فى الشارع أمام مدرسة الحواتم الابتدائية بمدينة الفيوم، وأمسكت بها فى يدها وظلت تلعب فيها، وبوصولها أمام المنزل انفجرت العبوة وأدت إلى مصرعها. "منة" أنقذت زملاءها وأكد مصدر طبى بمستشفى الفيوم العام، أن انفجار هذا الجسم الغريب أحدث إصابات فى بطن الطفلة وقدمها، وهو ما تسبب فى مصرعها فى الحال، وأشار إلى أنه تم وضع جثة الطفلة بمشرحة المستشفى، وتوجه والدها لإنهاء الإجراءات والتصريح بدفن الجثة بقسم شرطة الفيوم والنيابة. والد منة فى مكتب المحافظ كما أكد مصدر أمنى بمديرية أمن الفيوم، أن التلميذة أنقذت تلاميذ مدرسة الحواتم الابتدائية من الانفجار، حيث قام الإرهابيون بزرع العبوة الناسفة أمام المدرسة، مستهدفين الطلاب أثناء خروجهم، إلا أن التلميذة كانت أول من خرج من التلاميذ من المدرسة وتعثرت فى الجسم الغريب، فأمسكت به فى يدها وظلت ممسكة به وتلعب به وهى فى الشارع حتى وصلت إلى أمام منزلها، فانفجر بها وتسبب فى مصرعها، وأشار إلى أنه تم تمشيط المنطقة بالكامل خوًفا من وجود أية أجسام أخرى، ولم يتم العثور على أية متفجرات. أهالى منة يرفعون لافتة لإطلاق اسمها على مدرستها موضوعات متعلقة: - بالصور.. تشييع جنازة التلميذة شهيدة الإرهاب بالفيوم بحضور المحافظ
