أكد المشاركون فى المؤتمر الدولى حول دور الوسطية فى مواجهة الإرهاب وتحقيق السلم العالمى على أن الغلو والتطرف والإرهاب يشكل تهديداً مستمراً للسلم والأمن والاستقرار لجميع البلدان والشعوب، ويجب إدانتهما والتصدى لهما بصورة شاملة، من خلال اعتماد إستراتيجية شاملة وفاعلة وموحدة وبجهد دولى منظم بحيث يشرف عليها مجلس حكماء يتم تعيينه على مستوى العالم الإسلامي. واتفقوا على أن الإرهاب ينتهك تمتع الفرد بالحقوق الأساس للإنسان، وأن التطرف ليس له دين معين أو جنس أو جنسية أو منطقة جغرافية محددة، وأكدوا أن المقاومة المشروعة للاحتلال والغزو الأجنبى بالوسائل المشروعة لا تدخل فى مسمى الإرهاب. جاء ذلك فى البيان الختامى للمؤتمر الدولى حول دور الوسطية فى مواجهة الإرهاب وتحقيق الإستقرار والسلم العالميين، الذى عقد فى العاصمة الأردنية عمان يومى 14 و15 مارس 2015 بالتعاون بين المنتدى العالمى للوسطية والإيسيسكو وجهات تعاون أخر. ودعا المشاركون فى المؤتمر الحكومات العربية والإسلامية إلى الاهتمام بالشباب وبالشرائح الفقيرة والمهمشة والعمل على تطبيق فاعل لفريضة الزكاة من خلال سياسة وطنية للتشغيل والتأهيل والتكوين المستمر، ومحاربة الأمية والفقر والجهل، ونشر القيم والأخلاق الفاضلة تحصينا ضد الغلو والتطرف والإرهاب. كما طلبوا من المؤسسات التربوية والتعليمية فى الدول الإسلامية القيام بتضمين المفاهيم التعليمية الخاصة لمحاربة الإرهاب فى المناهج؛ وتدريس التربية الإسلامية، وترسيخ الانتماء الوطنى لدى الناشئة منذ الطفولة المبكرة، ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال والحوار وأدب الاختلاف وقبول الآخر، وتصحيح مفاهيم الطلاب فى قضايا التكفير والجهاد والولاء والبراء، وبيان حقوق وواجبات الولاة والعلماء، والرد على الأفكار المنحرفة التى تثيرها الفئات الضالة. وأوصوا بدعم جهود الإصلاح الوطنى المبذولة من طرف الجهات المسؤولة فى العالم الإسلامى بهدف توسيع المشاركة السياسية والتعددية، وتحقيق التنمية المستدامة، والتوصل إلى توازن اجتماعى وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني؛ بغية التصدى للظروف التى تعزز العنف والتطرف والإرهاب. وأعرب المؤتمرون عن قلقهم العميق من تنامى التعصب والاضطهاد ضد المسلمين خارج العالم الإسلامى وتصاعد حدة الإسلاموفوبيا، مما يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان الخاصة بالمسلمين وكرامتهم. وناشدوا وسائل الإعلام العالمية التعرف على حقيقة الإسلام باعتباره ديناً سماوياً عالميا تسوده قيم الرحمة والمحبة والسلام والعدالة والحرية والتسامح والتعايش المشترك مع الآخر، وتجنب التشويه المتعمد لصورة الإسلام، ورفض الإساءة إلى دين الإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ودعا المشاركون فى المؤتمر المؤسسات الدينية الإسلامية لتفعيل دورها فى محاربة الغلو والتطرف والإرهاب والعمل على إبراز صورة الإسلام السمحة. كما أكدوا على أهمية دور الأسرة المسلمة ومسؤولية المرأة بالذات فى تربية الأبناء على ثقافة الحوار وقبول الآخر، وتوجيههم وتحذيرهم من رفقة السوء. كما دعوا إلى عقد لقاءات تنسيقية بين كافة الجهات المتخصصة فى الأمة الإسلامية، لوضع خطط عملية تتصدى للفكر المنحرف وتكوين وفود من العلماء والمتخصصين لزيارة البلدان المتضررة من الإرهاب، ومقابلة مسؤوليها، وشرح الرؤية الإسلامية حول علاج هذه الظاهرة مع أهمية التعاون مع الجامعات الإسلامية ومراكز البحوث من أجل ضبط المفاهيم الملتبسة وتفكيكها. واقترح المؤتمرون إنشاء وحدة فى الإيسيسكو تشرف على التنسيق والتعاون بين المنظمات والمؤسسات العاملة فى مجال الوسطية ومحاربة الإرهاب، وإنشاء وحدة بحثية للمجمع الفقهى الدولى لتقديم بحوث وجهود علمية فى هذا المجال يأخذ بجميع العلوم الحديثة والتقليدية لفهم هذه الظاهرة. كما أوصوا بإنشاء وحدة لتدريب العاملين فى هذا المجال والتعاون مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فى فيينا، واقتراح عقد اجتماع دورى تقوم به منظمة التعاون الإسلامى لمتابعة الجهود المبذولة فى الوسطية ومحاربة الإرهاب. وأدان المؤتمرون الإعتداءات الإرهابية التى تقوم بها سلطات الإحتلال الصهيونية فى الأراضى الفلسطينية، وبخاصة فى القدس الشريف، والتى تستهدف الإنسان الفلسطينى المسلم والمسيحى على حد سواء. كما تستهدف المساجد والكنائس وخاصة المسجد الأقصى الذى بارك الله حوله، وناشدوا المجتمع الدولى التدخل بفاعلية ومسؤولية لوضع حد لهذه الاعتداءات الآثمة وإحالة مرتكبيها إلى محكمتى العدل والجنايات الدوليتين باعتبار ذلك سبباً من أسباب إشعال المنطقة وإذكاء التطرف فيها. كما دعوا الأممالمتحدة لإصدار تشريع ملزم يُجرم ازدراء الأديان والأنبياء والرسل والكتب المقدسة لما فى ذلك من آثار إيجابية فى الحد من انتشار ثقافة الكراهية والعنف وتحسين العلاقات بين الشعوب والأمم. موضوعات متعلقة.. - منظمة "إيسيسكو" تدعو لضرورة تعميم ثقافة احترام التراث المحلى وصيانته