تدخل على مذعورة.. تسقط جسدها المتيم بالجمال بين كرسى اعترافى اليومى.. لم تنتظر أن تستأذن فتحى الرابض أمام بابى كالأسد.. ملابسها المنمقة تلطخت بدماء بشرية وعمود من الحديد تمسك تلابيبه بيديها تحتضنه.. كى لا يسقط.. أناولها مناديل ورقية لتجفف كتلات العرق الذى تجمع على جبهتها وصار جبلا ثقيلا.. تنتفض أنفاسها وتنظر لى نظرات حانقة كأننى المسئول عن حالتها.. أمرت الصول فتحى بكوب كبير من الماء البارد.. شربته عن آخره وأطبقت شفتيها كأنها تنوى ألا تفتحهما أبدا.. سكتت.. استمرت حالة السكون دقائق.. كل ما أفعله هو تأمل هذا الكائن الملائكى غير مصدق أن تكون هاتان اليدان قد اقترفت جرما مهما بلغت درجته.. وبإرادة واهنة صوبت سهام عيونها العسلية إلى عينى مباشرة فارتعد قلبى من براءتها وقسوة تعبيرات عينيها.. قالتها بحرقة مستفيضة: قتلته لأنه استحق القتل.. كنت زوجة مدللة تشير بأصبعها على أى شىء يأتيها مهرولا.. أحببت زوجى وكان نعم السند.. لكنه فجأة مات وتركنى وحيدة بلا ولد ولا أهل.. ولا مال يكفينى.. حبه للحياة جعلنا نصرف ما يأتينا ترفا وبذخا ولم نضع المجهول فى بالنا.. لم أعرف فى حياتى طوال عشر سنوات قضيتها بين أحضان زوجى سوى متعة الإنفاق. لا شىء يعكر صفو حياتنا.. حتى اكتشفت ديونا لا حصر لها.. بعت من أجل تسديدها الغالى والثمين.. فلم يعد معى ما يبقينى عفيفة عن سؤال الآخرين.. حتى قررت العمل فلم أجد إلا الإهانة والطمع فى كل شىء أملكه وهانت الدنيا على.. حاولت الانتحار، لكنه أنقذنى.. ظننته أخا وسندا فى وقت الشدة وفتحت له قلبى فقد كان جارى.. فى الشقة المقابلة وحيدا تركه أولاده بعد وفاة زوجته فتقاربنا وشكى لى وحدته فهونت عليه.. وشعرت بحنيته تغرق مشاعرى وتراود نفسى عن وحدتها فاستجبت لكلماته التى تتحدث عسلا وتتساقط حبا وتوهمت أنه يحبنى وأن نهاية كل حب طاهر هو الزواج.. لكن أنيابه التى أخفاها عنى ظهرت عندما طلبت منه أن يقرضنى بعض المال أسدد به بعض ديونى.. لم تمانع كلماته التى قالها لى وأنا على باب شقته فشجعتنى على قبول دعوته لدخول بيته ونيتى لا تشوبها شائبة من قريب أو من بعيد.. شعرت بارتباك لأول مرة فى حياتى لكننى طردت كل الظنون التى لعبت برأسى.. ثرثرت فى أحاديث مختلفة.. جسدى بدأ ينتفض حتى أدركت أن ما أحسه من خوف تظهر ملامحه فى حركات تلاحقنى باللمس مرة والهمس مرات.. حتى أوشكت على الرحيل.. لكنه استحلفنى للبقاء وسوف يمسك أعصابه وقلبه الذى ينفطر حبا وعشقا.. طلبت منه كوبا من الماء ولم أشرب العصير الذى قدمه لى.. لكن الماء لا محالة كان ملغما بالمخدر لأننى شعرت بدوار بعدها تراقصت الصور أمام عينى أراه يقبلنى وأنا فى استسلام غريب.. يطرح ملابسى أرضا ولا تخرج صرخاتى من حلقى.. يفتك بجسدى بين يديه ويشرب أنوثتى حتى ارتوى مرة ومرات.. بعدها وضع فى يدى مائة جنيه وتركنى أرتدى ملابسى ووعدنى بمزيد من المال فى كل مرة أتركه يلتهمنى.. لم أدر بنفسى إلا ودماؤه بين يدى تنفجر تروى سرير خطيئتى.. ظننت لوهلة أنها ستنهار عندما تتذكر موقف القتل لكنها فاجئتنى متسائلة: (ألا يستحق أن أقتله ألف مرة)؟ فلم أجد ما أقوله.. لكننى ناديت على الصول فتحى وقلت له: (افتح محضر يا بنى).