سيدى الرئيس، حضارات السادة المستشارون، إن موكلى هذا الواقف أمامكم فى قفص الاتهام برىء من التهمة المنسوبة إليه بالقتل العمد، فقد كان يلازم المجنى عليه منذ طفولته، هو من أخذ يشكله فى مختلف مراحل حياته.. فكيف يكون هو قاتله؟ كان يلازمه طيلة أيامه حتى وجدا نفسيهما على أبواب الثانوية العامة.. فتبادلا النظرات وخشىيا الفراق.. فنظر موكلى إليه ثم نظر إلى قدراته وأمام تهديد الفراق، قبل موكلى التحدى ورفض أن تكون النهاية قبل البداية. مملوءًا بالحماس بدأ التحدى ... فبدأ الدراسة متمثلة فى الدروس الخصوصية بدايةً من شهر يوليو - المفترض أن يكون عطلته - وما أن توغل فيها حتى تراكمت عليه الدروس فتشتت قليلا ولكنه تذكر شريكه فجدد نشاطه ووجد نفسه أمام ضغط الدروس يسهر الليالى، ويعتاد شرب المنبهات من قهوة وغيرها... و أخذ يعافر وفى قلبه صورة حليفه التى تدفعه كلما كلّ ... وصولاً إلى نهاية العام الدراسى وإعلان جدول الامتحانات، استحوذ على موكلى التوتر النفسى والقلق المستمر إن لم يصل الأمر إلى حالات الاكتئاب والشعور بالخوف الشديد من يوم النزال... فأخذ كل من حوله يشدون من أذره ويذكرونه بصديق الطفولة.. فتظاهر بالثبات... ودخل النزال تصادم أحياناً وأحياناً أخرى ثبت ويا لها من أيام وليالى. دوى نداء: ظهرت النتيجة.. أخذ قلبه يخفق فقد حان موعد القرار إما تحقيقه أو ... و كغيره من الآلاف حصل على امتياز، فنظر الى حليفه فرحاً : لقد فعلناها !!! حتى أتت لحظة التنسيق التى حكمت عليهما خلسةً بالفراق بحجة القليل من الدرجات - فى مواد لا علاقة لها بعلاقتهما - ... فكانت صدمة كبيرة على موكلى... أفكان جهده كلا شىء؟ ثم تأتون أنتم اليوم بعد هذه السنين من يوم كويتم فيه شريكه تتهمونه بالكسل والتراخى أو الانحراف و الإدمان أو البطالة وعدم منفعة مجتمعه .... سيدى الرئيس، حضارات السادة المستشارون، اسمحوا لى أن ألقى باللوم على ذلك النظام التعليمى فى دفع موكلى إلى قتل حلمه وطموحه ومبادئه وأخلاقه بعد إوهامه بالفشل وتشويه حلمه و إجباره على الالتحاق بكلية لم تكن يوماً حلماً. وعلى ذلك ألتمس من سيادتكم الإفراج عن موكلى وتحريره من سجن الثانوية العامة، بل أطالب بإعدام ذلك النظام الدراسى العتيق مستبدلينه بنظاما دراسيا حديثا يتناسب مع جيلنا : جيل ثورة المعلومات والهواتف الذكية وليس جيل الورقة والقلم .