انتقد عدد من النقاد ما تضمنته رواية "ترمى بشرر" للروائى السعودى "عبده خال" والتى فازت بجائزة البوكر للرواية العربية فى نسختها الأخيرة، من إساءة فى حق الملحن المصرى محمد رحيم والتشهير بسمعته والتعريض باسمه "محمد رحيم" وصفته "ملحن" كأحد أبطال روايته، ووصفه بأنه يتبنى ساقطة ويتورط معها فى أعمال مشبوهة، مؤكدين أن "رحيم" له كامل الحق فى مقاضاة خال والمطالبة بوقف توزيع وترجمة الرواية. قال الناقد صلاح السروى إن الأصل فى التوصيف القانونى لأى عمل أدبى هو أن ينتقل من الوصف التقديرى المباشر إلى التخييل، بمعنى وصف الواقع ليس على مستوى وجودة الحقيقى ولكن على مستوى تصوره. وأضاف أن العمل الأدبى التخييلى يتم فيه التعامل مع الأسماء والشخصيات على أساس أنها خيالية حتى وإن ارتكزت على أساس من الواقع وهذا ما اختفى فى رواية عبده خال والذى ذكر وقائع مسيئة فى حق رحيم وكأنه يقص أحداثاً حقيقية وليست خيالية ولم يستعن فيها بأية أدلة أو براهين مما عرضه للمساءلة. وتابع: بشكل عام عندما نحكم على أى عمل أدبى لا نقرأه بعيداً عن سياقه الفنى العام أو نقتص منه جزء معين ونقول إنه إساءة لأن العمل الأدبى يقرأ قراءة مكتملة وبعد ذلك نحكم هل تضمن إساءة أم لا، وفى كثير من الأحيان قد يستهدف البعض من خلال أعمالهم الأدبية التشهير ببعض الشخصيات وهنا تصبح القراءة النقدية وهى المعيار وليس فقط مجرد تعسف وإطلاق أحكام سريعة. واتفقت معه الكاتبة هويدا صالح قائلة إن رواية عبده خال تضمنت إشارات وأحداث حقيقية ومن حق رحيم أن يغضب ويسعى لمقاضاته، مضيفة إلى أن خال أخرج عمله من فكرة التخييل التام وانتقل بها لفن السيرة الذاتية والواقعية ولذلك فمن حق رحيم أن يلجأ للقضاء. وقال الناقد عمر شهريار ما فعله خال فى روايته يشبه إلى حد كبير فن الرواية الوثائقية والتى يتعمد فيها المؤلف ذكر بعض الوقائع والأحداث الواردة بالجرائد مثل رواية "شرف" للروائى صنع الله ابراهيم، ولكن المختلف فى قضية خال أنه لم ينسب ما جاء فى روايته من إساءة فى حق رحيم لأى جريدة أو واقعة ثابتة معروفة. وأضاف من وجهة نظرى أن خال بدأ ينجرف فى تيار الروايات السعودية التى بدأت تأخذ شكل فضائحى فى الفترة الأخيرة وتخوض فى أعراض الناس وشرفهم، وإذا كنا نصنف الصحافة على أساس صحافة نزيهة وصحافة صفراء فأنا أخشى أن يتم تصنيف الأدب أيضا لرواية نزيهة ورواية صفراء.