فى كلمته الاثتين الماضى أمام الدورة الثالثة للقمة الحكومية، التى عقدت بمدينة دبى تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، أشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبو ظبى، بدور التجار الإماراتيين تجاه مصر، وقال «قام تجارنا الإماراتيون بدور مشرف تجاه جمهورية مصر العربية من خلال تمويل مشاريع عدة هناك تصل قيمة بعضها إلى 10 و20 و50 مليون دولار». ما قاله الشيخ محمد هو تأكيد على موقف الأمارات الداعم بقوة لمصر خاصة بعد 30 يونيو وثورة المصريين على نظام الإخوان الذى كاد أن يحول مصر إلى أرض لحرب أهلية، فالإمارات تحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد ومعه الشيخ محمد كانوا أول الداعمين لمصر وخيارات المصريين، وظهر هذا الدعم فى أشكال متعددة، منها السياسى والاقتصادى والإعلامى أيضاً، ليظهر الاشقاء الإماراتيين معادن الرجال التى تظهر وقت المحن، فهم لم ينسوا ما قدمته مصر للعرب وفى القلب منهم الإماراتيون، لذلك عملوا على رد الجميل بطرق مختلفة، دون أن يكون لهم من هدف سوى أن تقف مصر على قدميها، لأنه كما قال الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الإمارات «استقرار الوضع فى مصر هو أساس استقرار دول المنطقة». ووسط هذا الحب من جانب الأشقاء الإماراتيين، وتحديداً أبناء الشيخ زايد رحمه الله، يبقى الشيخ محمد بن زايد فريداً بمواقفه التى لا يخطئها البصر، فلا تمر مناسبة إلا ويعبر الشيخ محمد عن حبه وتقديره ودعمه لمصر، من منطلق الأخوة، والفهم لمقتضيات الأمور التى تؤكد أن بقاء مصر قوية هو قوة لكل العرب .. فالشيخ محمد يفطن لهذه الحقيقة التى يحاول بعض الأشقاء العرب تسويفها لتحقيق مآرب شخصية لا تمت للوطنية أو العروبة بصلة. ولى عهد أبو ظبى الذى يكن لمصر حباً وتقديراً بالغاً مواقفه تجاه مصر عديدة لا يمكن حصرها، وآخرها ما قاله للرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الاتصال الهاتفى الذى جرى بينهما قبل عدة أيام، حينما قال إن أى محاولة «حاقدة» لن تؤثر على «عمق العلاقات» بين الإمارت ومصر، وأن العلاقات ما بين البلدين هى محل اعتزاز وأن أى محاولة فاشلة وحاقدة لن تؤثر على ما يربط البلدين، لينهى بذلك حبل الشائعات الذى حاول البعض أن يمتد ليفسد العلاقة بين البلدين باستخدام أساليب وطرق ملتوية هدفها ضرب العلاقات العربية العربية فى مقتل، دون أن يعوا بأن هناك قيادات على درجة عالية من الفهم والإدراك لحقيقة هذه المؤامرات التى تحاك لإحداث الوقيعة بين القاهرة وبقية العواصم العربية. الشيخ محمد قال إن الإمارات «ماضية على هذا النهج إدراكا منها لمحورية موقع مصر ودورها التاريخى وما تمثله من صمام أمان لاستقرار وأمن المنطقة»، معربا عن «ثقته الكاملة فى قدرة الشعب المصرى وقيادته على مواجهة كل التحديات»، فى رسالة واضحة لكل المغرضين الذين لا هم لهم سوى الاصطياد فى الماء العكرة، بأن مصر والإمارات مرتبطان بأواصر أخوة وصداقة لا يمكن أن تنفك بأفعال صغار مثل من يروجون هذه الشائعات. هذا مثال لكيف يكون الرد على الصغائر، ومنعدمى الضمير والوطنية.. مثال جدد التأكيد للمصريين على أنه فى مقابل من يحاولون العبث بأمنهم القومى، هناك رجال لا هم لهم سوى استقرار مصر لكى تبقى قلب العروبة النابض.. شكراً محمد بن زايد وشكراً كل أبناء الشيخ زايد.