أخيراً وبعد ولادة متعثرة وطول انتظار بحجة التدقيق فى اختيار من سيقع عليهم الاختيار تم الإعلان عن حركة المحافظين الجدد والتى تم فيها استبدال 17 محافظاً، وتأتى هذه الحركة فى ظل الظروف الحرجة التى تعيشها البلاد وهذا الكم الهائل من المشاكل الحياتية اليومية التى يعانى منها المواطنين والتى تستلزم أن يكون من تم إختيارهم يتمتعون بصفات وقدرات غير عادية، وهناك عدة أمور فى غاية الأهمية يجب أن يعلمها هؤلاء المحافظين. يجب أن يعلم المحافظ أن مكتبه الرئيسى هو الشارع وليس المكتب المكيف بديوان عام المحافظة فمن خلال الشارع يتعايش المحافظ على الواقع مع المشاكل اليومية للمواطنين أما من يجلس فى مكتبة معتمداً على التقارير أو متابعة معاونية الذين دائما ما يستعملون مقولة كله تمام يا ريس فسيكون مصيرة الفشل. يجب أن يكون المحافظ مؤمناً بأن وظيفته تكليف وليس تشريف وأنه خادم للشعب وأن المواطن هو من يدفع مرتبه وأنه وضع فى هذا المكان ليقوم بدور المايسترو الذى يحرك كل المصالح الخدمية من أجل حل مشاكل وهموم المواطنين. يجب أن يتخذ المحافظ من إسلوب الزيارات المفاجئة للمراكز والقرى والمدن ومواقع العمل منهج عمل يقتدى به رؤساء المدن والأحياء والمراكز والقرى ليعلم كل موظف أو عامل أن هناك رقابه دائمة عليه وأن المقصر سينال جزاءه والمتميز سيتم مكافآته وإنتهاج هذا الإسلوب كفيل بخلق منظومة عامل ناجحة على مستوى المحافظة. يجب أن يكون المحافظ صاحب رؤية وتفكير خارج الصندوق وقدرة على الإقناع والتعامل مع المواقف بحنكة وشفافية محافظ لديه سعة فى الأفق ولديه قدرة على احتواء الجميع فالمرحلة التى تمر بها البلاد تحتاج البحث عن حلول غير تقليديه لمشاكل وهموم المواطن البسيط خاصة فى ظل الأحوال الاقتصادية السيئة التى تمر بها البلاد. يجب أن يكون المحافظ مؤمناً بالعدالة والمساواة ولا يخشى فى الحق لومة لائم ولا يعترف بالاستثناءات والوساطة والمحسوبية وتطبيق القانون على الجميع سوا كان من علية القوم أو من الفقراء المعدمين وهذا كفيل بإشعار المواطنين بحاله من الرضا وعليهم أن يقابلوا ذلك بأداء ما عليهم من واجبات. يجب أن يكون المحافظ على دراية كاملة بكل هموم وآلام المواطنين فى محافظته وأن يكونوا على علم بكل فرص الاستثمار والتنميه داخل المحافظه والبحث عن الميزة النسبية التى منحها الله لمحافظته والتى من شأنها تعظيم موارد المحافظة. يجب أن يكون لدى المحافظ الشجاعة فى اتخاذ القرار والقدرة على تحمل تبعاته طالما كان فى صالح المواطنين وألا يكون من أصحاب الأيادى المرتعشة. هذا ما نتمنى أن يكون متوافرا فيمن وقع عليه الاختيار ليقود منظومة العمل التنفيذى بالمحافظات أما من يعتبر أن هذا المنصب مجرد وجاهه اجتماعية ولا يدرى حجم المسؤلية المكلف بها وأن من يدفع راتبه هو الشعب وأنه جاء لخدمة هذا الشعب فلن نسكت عليه ولن نصمت على فشلة ولن يدوم بقاؤه طويلاً.