لقد اقترب موعد انتخابات مجلس النواب بعد ثورة يونيو لبناء دولة القانون والمؤسسات ومراقبة الحكومة وسن التشريعات اللازمة للنهوض بالبلاد من كبوتها، التى أصابتها والناتجة عن حكم الفاسد حسنى والتابع مرسى. والتساؤلات التى تطرح نفسها فى ظل هذه الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد، هل نجد المرشحين المخلصين لبلادهم والذين يؤثرون مصر والأجيال الحاضرة والقادمة على أنفسهم وعلى أطماعهم وأنانيتهم ومصالحهم الشخصية؟ أم أن الحفاظ على مقاعد العائلة بمجلس النواب هو الشغل الشاغل للبعض وكأن تلك المقاعد كانت من إرث أجدادهم البشوات والبكوات أو رجال الأعمال الفاسدين الراغبين فى الحفاظ على الثروة الحرام وتنميتها. وهل سيظل أصحاب الشعارات الدينية البراقة فى خداعهم للبسطاء مستغلين حبهم الفطرى للدين الحنيف ومعتقدين حضراتهم بأن هؤلاء أصحاب العبارات الدينية والكلام الجميل هم الذين سيحلون المشكلات ويقضون لهم الحاجات، كذلك وهل سيرتدى الكثير منا عباءة الثوار الذين أزاحوا حسنى ومرسى مستغلين أبواق الفضائيات وشعارات الثوار الذين ضحوا بأجسامهم وأموالهم من أجل البلاد وهل يستمر المنتمون للأحزاب السياسية الصغيرة الكرتونية فى الركب مدعين بأن أحزابهم كان لها دور كبير فى التغييرات الأخيرة ومساهماتهم كبيرة وفعالة بالحياة السياسية بينما الحقيقية أن تلك الأحزاب كانت المطية والسبب الرئيسى لفساد الفاسدين. ثم نأتى للراغبين فى الترشح لمجلس النواب من أجل الترشح فقط وبيان أسمائهم وأسماء عائلاتهم بالصحف المحلية والمنشورات والملصقات واللافتات على الرغم من أن هؤلاء ليس لهم ماض سياسى أو أدنى خبرة سياسية سابقة حتى يشغلوا مقاعد عضوية بمجلس نيابى وتشريعى فى حجم مجلس النواب بمصر صاحبة الحضارات. يا سادة إن الشعب المصرى العظيم ينتظر من أعضاء مجلس النواب القادم نوابًا سواء من الرجال أو النساء قادرين على التغيير والخروج بنا من أزمتنا وكبوتنا خاصة أن الديون على كاهلنا أصبحت خطرًا كبيرًا يهدد استقلالية البلاد وأمنها علاوة على القضايا الهامة ومن أولوياتها الحياة الديمقراطية السليمة لكون الحريات عند المواطنين والعمل على امتدادها بكافة مناحى حياتنا هى الأساس الرئيسى لأى إصلاحات وهى التى تصنع التشريع السليم النافع للأمة ومراقبة كل أعمال الحكومة لصالح الوطن والمواطن لتحقيق شعار الثورة عيش حرية كرامة إنسانية عدالة اجتماعية ولن يتحقق ذلك إلا إذا كان المرشحون والناخبون مخلصين لبلادنا ليمثل الشعب بمجلس النواب الرجل المناسب.