4 سنوات عاشتها مصر بين المظاهرات والثورات، كانت كافية لخلق أصغر ضابط جيش "أحمد غزال" الذى لا يتعد عمره 7 سنوات، والذى قرر أن يستخدم أدواته البسيطة المختزلة فى بذلة الجيش ورشاش بلاستيك ليحمى معرض الكتاب وزواره من الإرهاب، بعد أن ترسخت فى ذهنه صورة شهداء الجيش المصرى الذين لم تجف دماؤهم من رمال العريش بعد. فالهجوم والدفاع وقواعد الحرب كلها تجرى فى دمائه بالفطرة توارثها أبا عن جد، وعائلته حافلة بضباط الجيش وخاله من شهداء أكتوبر 73، الأمر الذى دفع بوالدته إلى تشجيعه على مسيرة النضال من الصغر. تحكى والدة "غزال" عن ابنها أو بطلها كما تناديه دائما قائلة: ابنى على الرغم من صغر سنه إلا أنه عاصر أحداثا سياسية كثيرة فى مصر بداية من ثورة 25 يناير مرورا بثورة 30 يونيو وصولا إلى الأحداث المؤسفة التى تعيشها مصر، وبفضل الله قدرت أخليه يشارك فى معظم الأحداث حرصا منى على تنمية الروح الوطنية فيه من صغره، لكن مقدرش اتجاهل إقبال الولد الدائم على المشاركة حتى من غير تدخلى فى كل التظاهرات والوقفات دايما بيجى فى باله يلبس بدلة الجيش المصرى ويأخذ رشاشه اللعبة، لأنه متأكد أن الجندى المصرى قوته وشجاعته ملهاش مثيل، وده طبعا ورثه أبا عن جد لأن معظم عائلته من ضباط الجيش. وبكلمات بسيطة حاول "أحمد" أن يعبر عن موقفه ونزوله لمعرض الكتاب لحماية الزوار "بعد ما شفت الانفجارات فى العريش والكلاب اللى موتوا الجنود المصريين، خفت يحصل أى حاجة فى معرض الكتاب وقررت انزل بأسلحتى واحمى زوار المعرض علشان تفضل مصر بلد الأمن والأمان".