العلاقة التى تجمع بين إبراهيم أصلان والمكان تختصر الكثير من الأبعاد التى يمكن أن نتحدث عنها، فمنطقة الكيت كات تحولت إلى قلب العالم فى روايته "مالك الحزين" والتى أصبح يعرفها القاصى والدانى باسم "الكيت كات" نسبة للفيلم الذى أخرجه المخرج الكبير داود عبد السيد، أو "الشيخ حسنى" نسبة للشخصية التى قام بها الفنان الكبير محمود عبد العزيز، وهذه الشخصية ربما هى الشخصية الوحيدة التى ناقشت "سى السيد" بطل ثلاثية نجيب محفوظ على شاشة السينما، وذلك رغم فيها من تيه لكنها فى الوقت نفسه ممتلئة بحب الحياة، ورغم أن الهزائم تنهى أحلامها لكنها شخصية لا تيأس فهى دائما ترى الأمل واضحا فى نهاية الطريق. وشخصية الشيخ حسنى عبرت عن الحالة النفسية للشعب المصرى فى فترة ما، فقد رأى المصريون أنفسهم فيه فهو يخدع نفسه أحيانا حتى يستطيع تحمل الحياة يريد أن يقنع العالم أنه باع البيت من أجل مستقبل ابنه وهو فى الحقيقة باعه من أجل اللاشىء ومن من لا يفعل ذلك من من يعترف بأنه ضاع فى اللاشيء. وفى الوقت نفسه لا يمكن تجاهل الأعمال الأخرى التى كتبها إبراهيم أصلان ومنها بحيرة المساء، ويوسف والرداء، وحكايات من فضل الله عثمان، ووردية ليل، وعصافير النيل، ثم خلوة الغلبان. وإبراهيم أصلان غاص فى المجتمع المصرى بعمق فى كتاباته، فهو يستمد شخوصه ببراعة تامة من الحى الشعبى الذى عاش فيه كل حياته وهو حى إمبابة، إضافة إلى أنه يرسم بكتاباته الأزقة وحوارى تلك المنطقة فتشعر وكأنك تعيش فيها وتتحرك داخلها، وهو فى هذا الصدد شديد الارتباط بالأرض والواقع الذى عاش فيه. وفى 7يناير 2012 رحل إبراهيم أصلان بملامحه التى تشبه "نجار مسيحى" يأكل من كد يده، كنت أتخيل إبراهيم أصلان رجلا يجيد ما يعرفه، كنت أتخيله أننى لو التقيت به وقدمت نقدا ما لرأى قاله فى حديثنا فإنه سيتجاهلنى كلية ولا يرد على أبدا، فقط سيكتفى بأن يضيق عينيه وهو ينظر ناحيتى. الموضوعات المتعلقة.. العالم فى انتظار المسيح..المسلمون ينتظرونه ليملأ الأرض عدلا بعدما امتلأت جورا.. والإنجيل يبشر بعودته 300 مرة.. واليهود يريدونه ملكا دمويا يقتل ثلثى العالم