قال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: "عندما خلق الله الانسان صار فى معية الله وتمتع بالحضرة الإلهية، ولكن جاءت الخطية وهى كسر وصايا الله، وبدأ السقوط وانفصل الانسان عن الله وطرد بسبب الخطية". وأضاف خلال كلمته بقداس عيد الميلاد بالكاتدرائية المرقسية، أن ميلاد المسيح قسم الزمن إلى ما قبل وما بعد الميلاد، وأن الله فتش عن الإنسان الخائف الأنانى العابد لذاته، وأوجد له العلاج والذى جاء فى أنشودة الميلاد: "المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة". وقال: "الإنسان خلق ليعبد الله، ولكن ذات الإنسان جعلته يلهث وراء رغباته، وصار يرى ذاته، وأنه المتحكم فى كل شىء، مفخما لذاته واختراعاته، وتناسى الله، وعندما يخاف الإنسان من الله يمكنه أن يقف فى الحضرة الإلهية، ولكن عندما تجد الانسان يمجد ذاته ويعبدها وينحرف وراء الإلحاد والبعد عن الله اعلم أنه فقد مخافة الله وعلاقته بالله، وتمجيد الله هو العلاج". وعن العلاج الثانى الذى قدمته أنشودة الميلاد قال بابا الاسكندرية، إنه علاج أنانية الإنسان، والتى أعمته من أن يرى الاخر أو يقبله، مما أدى لانتشار الارهاب والشر نتيجة الأنانية، وقال: "علاجها أن يكون الإنسان صانع سلام ولكن لا يستطيع أى إنسان أن يقوم بها ما لم يسكن الله قلبه بالحقيقة فى كل حياته، فالله لا يقبل عنف ولا إرهاب على الإطلاق". واختتم البابا تواضروس قائلا: قصة الميلاد ليست قصة تاريخية ولا حادثا زمنيا ولكنها رسالة إنسانية للجميع يدعو فيها الإنسان وخاصة الذى فقد إنسانيته، أن يخاف الله وأن يمجده وأن يصنع السلام بداخلك قبل خارجك".