رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية حالة الإحباط والتحدى التى بدت على وجوه عشرات الآلاف من ضباط الشرطة الأمريكية الذين شاركوا فى تشييع جنازة ضابط أمريكى لقى حتفه برفقة زميله فى ذروة المظاهرات التى تجتاح نيويورك احتجاجا على مقتل شباب سود على يد الشرطة الأمريكية. ولفتت الصحيفة -فى مستهل تقرير أوردته اليوم الاثنين على موقعها الإلكترونى- إلى أن عددا كبيرا من الضباط المشاركين فى مراسم تشييع جنازة الضابط الأمريكى وينجيان ليو، أداروا ظهورهم عندما ظهر عمدة نيويورك بيل دى بلاسيو لإلقاء كلمته أثناء الجنازة، تعبيرا عن مدى اعتراضهم وحنقهم على السياسة التى يتبعها بلاسيو وغيره فى الإدارة الأمريكية فى التعامل مع الأزمة الراهنة. ونوهت الصحيفة إلى أن الضابط ليو (32 عاما)، وهو أمريكى من أصل آسيوى، سقط قتيلا هو وزميله رافاييل راموس (40 عاما) داخل سيارة الدورية التى كانا يستقلانها على يد إسماعيل برينسلى، وهو أمريكى من أصل أفريقى تعهد بالثأر لمقتل رجلين أسودين على أيدى رجال الشرطة فى كل من مدينة نيويورك وضاحية فيرجسون بولاية ميزورى. وأوضحت الصحيفة أن هناك بعض الضباط من خارج نيويورك، انضموا أيضا إلى رجال شرطة نيويورك فى إظهار عدم احترامهم لعمدة نيويورك، وهو أحد أشد منتقدى بعض أساليب الشرطة والذى يطالب بتغيير تلك الأساليب التى يراها كثيرون فى مجال إنفاذ القانون، أنها تنتقص من دعم الشرطة، إن لم يكن يمثل هذا التغيير عداء صريحا للرجال والنساء الذين يعرضون حياتهم للخطر يوميا فى سبيل الحفاظ على الأمن فى الشارع. وقالت "واشنطن بوست" إنه فى الوقت الذى تواصل فيه الولاياتالمتحدة تعاملها مع القضايا الشائكة المتعلقة بالعرق والشرطة، هناك شعور بالالم يستبد ببعض الضباط إزاء تعليقات بعض المسؤولين المحليين والوطنيين على حساب إدارات الشرطة التابعة لهم ما جعل الضباط يتهمونهم بإظهار دعم أكبر للمتظاهرين الذين تورط بعضهم فى اشتباكات عنيفة مع الشرطة، . ونقلت الصحيفة عن مسؤولين فى مجال إنفاذ القانون أن معنويات جميع الرتب فى الشرطة فى انخفاض، وقالوا إنهم يشعرون بالخيانة من جانب الرئيس الأمريكى باراك أوباما والمدعى العام إريك هولدر فى دعواتهما لإجراء إصلاحات صعبة بشأن الأساليب التى تنتهجها الشرطة. ورصدت الصحيفة تصريحات عمدة نيويورك- عقب رفض هيئة المحلفين توجيه اتهام إلى الضابط المتهم بقتل الشاب الأسود إريك جارنر- والتى تعهد بلاسيو خلالها بفتح تحقيق فى الحادث والسعى لإجراء إصلاحات فى إدارة إنفاذ القانون..كما أن تصريحاته التى قال فيها إنه حذر نجله "ثنائى العرق" وطالبه بتوخى الحيطة عند التعامل مع الضباط، قد أغضبت بعض رجال الشرطة الأمريكية. ولفتت إلى أن اتحاد الشرطة الأمريكى يتعامل مع دى بلاسيو بشىء من الازدراء، حيث اتهم رئيس الاتحاد بات لينش، عمدة نيويورك بإذكاء مشاعر مناهضة الشرطة وخلق مناخ من عدم الثقة والعداء تجاهها من خلال عدم تقديم الدعم المناسب لها..مشيرة إلى مطالبة الكثير من الضباط لمسؤولين منتخبين، بانتقاء كلماتهم حين التعاطى مع مخاوف البعض من أساليب الشرطة العدوانية، وأن عليهم تأكيد استحسانهم لأداء غالبية الضباط. ورصدت الصحيفة -فى ختام تقريرها- إشارة العديد من الضباط إلى أن البيانات الصادرة مؤخرا تظهر أن هناك زيادة فى عدد الضباط الذين لقوا حتفهم أثناء أداء واجبهم.. ففى عام 2013، قتل 102 ضابط أثناء أداء عملهم، وفى 2014، ارتفع العدد ليصل إلى 126 شرطيا- بزيادة بلغت نسبتها 24%. وأثار مقتل الضابطين فى العشرين من ديسمبر الماضى النقاش مجددا بشأن إخفاق نظام العدالة الأمريكى فى محاكمة رجلى شرطة أبيضين تورطا فى مقتل كل من مايكل براون فى أغسطس الماضى بفيرجسون وإريك جارنر فى يوليو بنيويورك.