الدورى هذا الموسم جيد جداً.. مستوى الفرق كلها مرتفع.. ومفيش حاجة متوقعة.. صعب على أى خبير كروى توقع نتيجة أى مبارة مهما كان طرفاها فى مقدمة ترتيب الدورى أو المؤخرة. الأهلى بطل أفريقيا لا يفوز على طول فى كل مبارياته.. ولا الزمالك المزدحم صفوفه بالنجوم والصفقات لا يفوز على طول. هذا الدورى يشهد ظواهر جديدة على الكرة المصرية أهمها جرأة الأندية على الأهلى والزمالك وعدم الخوف منهما.. ونجد الأبيض يخسر من إنبى ويتعادل مع فرق صغيرة.. والأحمر ينهزم برباعية من الاتحاد السكندرى.. ورغم التحفظ على عدم حضور الجماهير بالمباريات فإن هذا خلق إيجابية جرأة المدربين وعدم خوفهم والاتجاه للعب الهجومى أمام الكبار. وأيضاً هذا الدورى تجد فيه عدد الفرق 20 نادياً وعددا كبيرا للمباريات جعل المدربين لا يعتمدون على مجموعة صغيرة من اللاعبين.. لكن كل مدير فنى أصبح يجهز كل ما لديه فى قائمة اللاعبين لأن الموسم طويل وهناك إصابات وإيقافات تجعل الاهتمام متساويا للجميع، وهذا جعل عددا كبيرا من اللاعبين يحصلون على فرصتهم بالمشاركة، وظهر بالفعل موهوبون كثيرون بجميع فرق الدورى. وكمان السنة دى ظاهرة غربية وهى تغيير المدربين مستمر، ومعظم الفرق قامت بتغيير مدربيها، وهو ما فتح الباب أمام عدد من الشباب للظهور على الساحة التدريبية وتنتهى نغمة أن المدير الفنى فى الممتاز لا يقل عمره عن 50 عاماً.. ولكن هذا يأخذنا إلى الأشياء الغريبة فى مصر هذا الموسم، وهى أن المدربين الذين يرحلون عن تدريب فرق لا يجلسون فى بيوتهم ويعانون من البطالة بل يتولون تدريب فرق أخرى بسرعة شديدة، والأغرب أنهم ينجحون معها مثلما رحل حسام حسن عن الزمالك ليتولى الاتحاد السكندرى، وحمادة صدقى يترك سموحة ليقود دجلة للانتصارات، وطلعت يوسف استقال من الاتحاد ليدرب طلائع الجيش، ومن وجهة نظرى هذا شىء ليس جيدا لأنه يغلق الأبواب أمام الوجوه الجديدة للحصول على فرصة، وفى إيطاليا هذا الأمر محسوم تماماً، حيث ممنوع أن يتولى مدير فنى أكثر من فريق خلال الموسم الواحد، وذلك يهدف إلى جعل أى مدير فنى يقود فريقا يركز بقوة فى العمل والسعى للنجاح، لأنه إذا فشل سيجلس فى البيت بقية الموسم.. والأمر يتطلب تدخلا من اتحاد الكرة بإصدار قرار مماثل للذى يتم فى الدورى الإيطالى. الدورى هذا الموسم حلو.. والأحلى هو جرأة الفرق على الأندية الكبيرة.