فى ذكرى ميلاد "نبوية موسى".. أول فتاة تحصل على البكالوريا وأول ناظرة مصرية.. نادت بخلع غطاء الرأس وجعلت من تعليم الفتيات قضية حياتها

"هو إنتى مسيحية؟".. لم تستغرب "نبوية موسى" رائدة حركة تعليم وتحرير الفتيات حين وجهت لها إحدى السيدات فى الترام هذا السؤال، بسبب تمردها على حجاب 100الرأس الذى رفضت أن تغطى بها وجهها وشعرها فنعتت بسبب ذلك بأنها داعية للسفور رغم التزامها بالزى المتحفظ طيلة حياتها.
"نبوية موسى محمد بدوية" التى تصادف ذكرى ميلادها اليوم "17 ديسمبر" هى أول فتاة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا وأول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية وهى كذلك كاتبة ومفكرة وأديبة مصرية، وإحدى رائدات التعليم والعمل الاجتماعى خلال النصف الأول من القرن العشرين.
نشأة نبوية موسى
تلقت نبوية موسى تعليمها الأول فى منزلها بقرية كفر الحكما بندر الزقازيق بمحافظة الشرقية، من أخوها الذى علمها القراءة والكتابة واللغة الإنجليزية وعلمت نفسها مبادئ الحساب، لكنها لم تكتف بهذا القدر وتطلعت لاستكمال تعليمها وتحدت أسرتها الرافضة لقرارها وتقدمت للالتحاق بالمدرسة السنية للبنات، وذهبت سرا للمدرسة بعد أن سرقت ختم والدتها لتقدم لنفسها فى المدرسة، كما باعت سوارًا من الذهب حتى تحمل المدرسة على قبول طلبها الذى جعلته بمصروفات.
لم تكتف بحصولها على دبلوم المعلمات عام 1908، وعملها معلمة بمدرسة عباس الأول الابتدائية للبنات بالقاهرة.
نبوية موسى أول فتاة تحصل على البكالوريا
ولما كان مرتب المعلمة الحاصلة على دبلوم المعلمات السنية ستة جنيهات مصرية فى الوقت الذى يعين فيه خريج المعلمين العليا من الرجال بمرتب اثنى عشر جنيها، احتجت لدى المعارف فأجابتها بأن سبب التفرقة هو أن متخرجى المعلمين العليا حاصلون على شهادة البكالوريا "الثانوية العامة" ولم يكن فى مصر آنذاك مدارس ثانوية للبنات وتقدمت لهذا الامتحان فأثارت ضجة فى وزارة المعارف باعتبارها أول فتاة فى مصر تجرؤ على التقدم لهذه الشهادة. وفى نهاية المطاف، نجحت نبوية فى الامتحان وحصلت على شهادة البكالوريا عام 1907 فكان لنجاحها ضجة كبرى، ثم حصلت على دبلوم المعلمات عام 1908.
نادت بتعليم الفتيات وخروجهن للعمل ونزع غطاء رؤوسهن فى مجلتها الأسبوعية التى كانت تصدر باسم "الفتاة"، وأصبحت من أصحاب المدارس الأهلية وعُرفت مدرستها باسم مدرسة البنات الأشراف ووسعت نشاطها لتصبح مدارس بنات الأشراف فى الإسكندرية والقاهرة من أكبر المدارس الأهلية الحرة للبنات فى مصر آنذاك.
طالبت نبوية موسى بتوحيد مناهج التعليم لكل من البنين والبنات، لأن المرأة كالرجل عقلًا وذكاءً، فما يصح فى تنمية عقله يصح أن ينمى عقل المرأة، ويرى إدراكها عند غرس المعارف العمومية وتربية إدراك الأطفال، ولا بأس بعد ذلك أن يستعد كل منهم لعمله الخاص.
توفيت نبوية موسى فى 30 إبريل 1951 تاركة سجلا حافلا بالذكريات واستحقت عن جدارة لقب رائدة تعليم الفتيات المصريات.