سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى ذكرى ميلاده.. واسيلى كاندينسكى من وليد لأسرة "منفية" إلى رائد الفن التجريدى.. بدأ الفنان الرسم من خلال "طباعة الخشب".. و"على وشك الانهيار" أشهر لوحاته
اليوم تمر الذكرى ال148 لميلاد الفنان التجريدى الروسى واسيلى كاندينسكى، حيث ولد يوم 16 ديسمبر عام 1866، ورحل عام 1944. ولد لأسرة قضت عشرات السنوات من عمرها منفية فى سيبيريا، ثم أصدر القيصر الروسى ألكسندر الثانى عام 1861 مرسوما ملكيا بعودة أسرته مع الكثير من الأسر المنفية ليعمل والده فى صناعة الشاى فى موسكو، فيتعرف الأب على أكثر سيدات المدينة الروسية أناقة وجمالا ليتزوجا وينجبا طفلا أصبح فيما بعد رائدا للفن التجريدى هو واسيلى كاندينسكى. إحدى لوحات كاندينسكى عرف عن كاندينسكى تأثره بالأساطير الألمانية والروسية التى قصتها عليه فى طفولته، فأصبح شديد التأثر بهاتين الحضارتين. شب كاندينسكى فى مدينة أوديسا بعيدا عن مسقط رأسه بموسكو بعد انتقال أبيه للعمل هناك كمدير لأحد مصانع الشاى، فيما عمل الفنان بعد ذلك فى مطلع شبابه لدى إحدى شركات الإحصاء، ثم درس القانون بإحدى الجامعات هناك. ثم اختار كاندينسكى فيما بعد أن يدرس الفنون التشكيلية وهو فى الثلاثين من عمره، فاتجه إلى أحد معاهد مدينة ميونيخ الألمانية عام 1896، والتى عرفت فى ذلك الوقت بكونها مدينة الفنون السياسية. إحدى لوحات كاندينسكى وفى ميونخ، بدأ الفنان بالرسم من خلال "طباعة الخشب" ليقدم الكثير من الأعمال الجرافيكيو والتصاميم الخطوطية، متخطيا بذلك الرسوم المحافظة التى اشتهرت بها المدينة، حيث رأى أن متبعى هذه المدرسة فى الرسم "ضيقيين الأفق". من أشهر أعماله التى نفذها فى ذلك الوقت لوحة "المغنية" والتى طبعها على الخشب عام 1903، وتميزت بخطوطها الطولية العامودية والتى شبهت خطوط النوتة الموسيقية إلى حد كبير، وذلك لإيمانه بارتباط الموسيقى بالرسم. إحدى لوحات كاندينسكى وفى بداية عام 1911 أسس كاندينسكى وصديقه فرانز مارك حركة تشكيلية جديدة عرفت باسم "الفارس الأزرق"، وذلك لكثافة استخدامهم للون الأزرق فى أعمالهما، بالإضافة إلى عشقهما لرسم الخيول والفرسان. وركزت جماعة "الفارس الأزرق" على تفسير علم الجمال من خلال تجارب ودراسات كل من كاندينسكى والألمانى مارك، وخصلت دراستهما إلى البعد عن الكلاسيكية بقواعدها وإبراز رغبات الفنان الداخلية من خلال أعماله، وفى ذلك قال كاندينسكى"لا نهتم بالعودة إلى شكل معين أو نظام محدد، هدفنا أن نسير من خلال استعراض الأشكال المتنوعة. وأقام الفنانون فى ذلك الوقت معرضين شارك فيهما فنانون من روسياوألمانيا وفرنسا وأسبانيا والنمسا، مثل بيكاسو، براك، كوبين، شونبرج. إحدى لوحات كاندينسكى بعدها انضم كاندينسكى إلى مدرسة" الباوهاوس، بعد توقف جماعة "الفارس الأزرق" إثر إعلان الحرب العالمية الأولى عام 1914. واتسمت أعمال كاندينسكى بالتجريد الذى أصبح أسلوبه المعتمد فى تعبيره عن علاقته بما يحيط به، فى الوقت الذى تأثر فيه جمهور الفن بأساليب مغايرة، وهو ما اعتبر ثورة فنية فى صياغة الشكل والمضمون. ملأ اللوحة بالألوان الزاهية القوية التى غطت القماش كله ولم تترك فسحة فراغ واحدة ثم اعتمد هذا عندما اتجه نحو الأشكال الهندسية من دون أن يتخلى عن بحثه عن صوت اللوحة الداخلي، ثم أصبحت ألوانه أقل إشراقاً وكثر ظهور الأسود بها. ومن أشهر ما رسم كانت لوحته التى عبر فيها عن عالم "على وشك الانهيار" قبل الحرب.وعندما أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا فى صيف 1914 كان عليه أن يترك صديقته جابرييل مونتر ويعود إلى بلاده، ولعب دوراً بارزاً فى المؤسسات الفنية فى النظام البولشفي، وباتت لوحاته أبسط شكلاً وأكثر حدة إلا أن الطليعة الفنية الروسية رفضت روحانية كاندنسكى واصفة أعماله ب"المضحكة".