نظر الأب المقدس أنجى ڤيگنالى للجسد المسجى الذى يتفصد منه العرق، وبحث عن الهيبة التى كانت تدفع بالحماس بين الجنود وتدفعهم لأن يبذلوا حياتهم جراء الجرأة والطموح والحلم التى كانت تطل من عيون هذا القائد، واقترب القس كى يمسح الرجل الذى كان يخوض الوحل والحروب وقدم له قربانًا وطلب منه الاعتراف.. لكن بأى شىء اعترف نابليون بونابرت. التاريخ مجموعة من الأكاذيب متفق عليها أن تقول عن نابليون إنه قائد الجيش الذى أصبح قنصلا عاما وحاكما لفرنسا ثم إمبراطور فرنسا، قبل أن يتم اعتقاله وسجنه، وبعد ذلك نفيه إلى جزيرة القديسة هيلانة ثم موته فأنت تختزل العالم.. فقد كانت حياة نابليون بونابرت تتجاوز تلك السطور القليلة التى كتبت بها حياته ومذكراته ومذكرات الآخرين.. إنه شغل العالم حيا وميتا وأصبح أحد الرموز المهمة التى شكلت جغرافيا وتاريخ العالم فى القرن ال18. نابليون بونابرت.. القائد الفرنسى الذى آمن بنفسه لدرجة أنه استطاع أن يحفر اسمه على صخرة التاريخ العاتية، ولن تستطيع أى تغيرات مناخية أن تمحو هذا الاسم الذى كان نتاج الثورة الفرنسية التى اتخذت اتجاهات غريبة بعد ذلك ومتشعبة وممتلئة بالخوف والأمل. الغريب أن نابليون بونابرت كانت له صورة رسمية تمثلت فى القائد الذى كانت له أحلام عظيمة وانكسارات حادة قاسية، وكانت له صورة أخرى شعبية صنعتها الشعوب التى عرفته، ومن الغريب أيضا، أن فيها الكثير من التعاطف معه، ربما يرجع ذلك للنهاية التى كانت عليها حياته، وكان لمصر أن شاركت فى صنع هذه الصورة الشعبية بعد أن جاء إليها يحمل النار والدمار بأحلام استعمارية كما يقول التاريخ والمذكرات والكتابات.. بينما كان هو يرى أنه يحمل التنوير والسلام. ما يصنع من الشهيد شهيدا هو القضية لا الموت لقد كان نابليون بونابرت يعد نفسه شهيدا لأنه كان يدافع عن قضية كبرى، يراها قضية وطن، وهى السعى لتحقيق امبراطورية تليق بفرنسا وتليق باسم نابليون، هو لم يمت فى المعركة لكنه صنع معارك وكان مستعدا للموت من أجلها. وفى بلادنا ما أكثر القضايا العظيمة التى يدافع عنها الشعب البسيط ومنها محاولة إيجاد حياة كريمة وعدالة اجتماعية وحرية وكرامة إنسانية. نابليون