أصبحت برامج اكتشاف المواهب تسيطر على قلوب ومشاعر الجمهور المتابع لها بشكل كبير، خاصة إذا اقتنعوا بموهبة ما وأرادوا لها الوصول لنهائيات البرنامج إذا رأوا أنها تستحق الحصول على اللقب أو التتويج، لكن ذلك لا يمنع البعض من إصابتهم بالهواجس والتساؤلات المتكررة حول أن تصويتهم ليس له قيمة، وأن السياسة هى التى تتحكم فى الأمر، وأن إدارة البرنامج تتلاعب بمشاعرهم للحصول على أموالهم فقط ليس أكثر وأنهم مجرد أداة ليصل البرنامج لأهدافه فى جمع الأموال لكنه فى النهاية يعطى اللقب لمن يريد، وهو ما اعتبره الجمهور نوعا من النصب عليهم. وظهر هذا جلياً فى الحلقة الماضية من برنامج «آراب أيدول» فى موسمه الثالث بعد خروج المتسابق المصرى محمد رشاد الذى لم يختلف أحد على موهبته وعلى أنه ملك المسرح بشهادة عشرات الآلاف من جمهوره على مواقع التواصل الاجتماعى، والذين أكدوا أنه كان يستحق بقوة الوصول للنهائيات وليس هو بمفرده بل معه أيضاً المتسابق العراقى عمار الكوفى الذى خرج فى نفس الحلقة رغم أنه من أقوى أصوات البرنامج بشهادة جمهور عريض ليس من العراق فقط بل من مختلف الدول العربية على امتلاكه صوتا قويا وموهبة مميزة، ليبقى فى النهاية 3 متسابقين فقط هم السعودى ماجد المدنى، والسورى حازم شريف، والفلسطينى هيثم خلايلى، وذلك وسط تأكيدات وتوقعات مستقبلية بأنه سيحسم اللقب هذا العام للمتسابق السعودى ماجد المدنى الذى رغم ضعف صوته وعدم حضوره على المسرح إلا أن لجنة تحكيم البرنامج وتحديدا الفنانة أحلام تساند المدنى بقوة لتوصل رسالتها للجمهور بأن المدنى موهبة لم ولن تتكرر. لكن بعد خروج محمد رشاد وعمار الكوفى من البرنامج حدثت ثورة على مواقع التواصل الاجتماعى، واتهم الجمهور المتابع للبرنامج إدارة القناة ولجنة التحكيم بالغش والخداع، وأن كل ذلك متفق عليه مسبقا وأنها عبارة عن تمثيلية فقط، خاصة بعد خروج المتسابقين المصريين إيناس عز الدين ومحمد حسن اللذين كانا من أقوى الأصوات فى البرنامج أيضا فى مراحل مبكرة، وخروجهما سويا كان غير مفهوم، كما تساءل الجمهور أيضا على مواقع التواصل الاجتماعى كيف يصل للنهائيات 3 مواهب مصرية ليخرج 2 دفعة واحدة فى إحدى الحلقات، ويخرجوا بعدها الصوت المصرى الأخير فى الحلقة التى تليه ولم يصل أى صوت من الثلاثة للنهائيات، وأكد عدد من الجمهور أن هدف البرنامج كان واضحا من البداية وهو عدم رغبتهم فى إيصال أى صوت مصرى للحلقة النهائية، مثلما حدث فى الموسم الماضى عندما وصل المتسابق المصرى أحمد جمال للحلقة النهائية وتوقع الكثيرين أنه سيفوز باللقب إلا أن المتسابق الفلسطينى محمد عساف هو من حصل على اللقب، ويبدو أن إدارة البرنامج تعلمت الدرس مبكرا هذا العام فقررت التخلص من المتسابقين المصريين حتى لا ينافسوا على اللقب وتترك الفرصة سانحة لفوز المتسابق السعودى ماجد المدنى باللقب حتى لا يكون مفاجأة للجمهور ويتقبلوه بصدر رحب. برنامج «آراب أيدول» لم يكن هو الوحيد الذى يخالف توقعات الجمهور أو تتدخل السياسة فى اختياره للمواهب، فمعظم برامج اكتشاف المواهب تسير على هذا النهج، ويكون معروفا من البداية من الفائز باللقب، لكنها تستغل مشاعر الجمهور لتحقيق أرباح هائلة على حسابهم من خلال تصويتهم للمتسابق الذى يشجعونه، وفى النهاية هم يعطون اللقب لم يريدون، واتضح هذا الأمر جليا فى برنامج «إكس فاكتور» الموسم الماضى عندما حصل المتسابق المغربى محمد الريفى على اللقب على عكس كل التوقعات، حيث توقع الجمهور أو كان شبه متأكد من فوز المتسابق الأردنى أدهم نابلسى الذى كان يتمتع بصوت مميز ومظهر جذاب وكاريزما تؤهله للحصول على اللقب، حيث كان نجما على المسرح، لكنهم فوجئوا بفوز الريفى الذى كان مجرد مقلد لسلطان الطرب جورج وسوف، وكان صدمة للجمهور فوزه باللقب والذى أرجعه أيضا لتدخل السياسة فى اختيار الفائز باللقب. وسبق أن تكرر الأمر أيضا مع «آراب جوت تالنت» عندما تم منح اللقب للفريق السورى «سيما» رغم أنه كانت هناك مواهب أفضل منه، خصوصا محمد الديرى الرسام من فلسطين، الذى يمتلك موهبة للرسم بطريقة مختلفة ومستخدما أدوات غير تقليدية فى الرسم ومنها الرسم بالنار.