أكد الدكتور حسين أباظة، خبير التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر ومستشار وزير البيئة لملف الاقتصاد الأخضر، أن الاستثمار فى البشر يحقق فكرة التنمية المستدامة فى المجتمعات، مضيفا أنه من أجل خلق مجتمعات متكاملة لا يمكن أن يكون هناك فئة تستفيد من المشروعات وأخرى محرومة منه، لأن هذا يحدث فجوة بين طبقات الشعب، مؤكدًا أن القاعدة العريضة للشعب تلفظ هذا الأمر. جاء ذلك خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية بالمنتدى العربى الأول للمجتمعات المستدامة والأبنية الخضراء فى القاهرة اليوم، الذى ينظمه المجلس المصرى للبناء الأخضر، ومكتب برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية الإقليمى للدول العربية، برعاية رئاسة الوزراء المصرية بأحد فنادق القاهرة. وأشار الدكتور حسين أباظة خبير التنمية المستدامة إلى ضرورة تحويل الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية، وليس مجرد كلام على الورق، وذلك بالتزامن مع أحداث التنمية الاقتصادية، وتابع: "حتى يحدث هذا التغيير لابد من الدمج بين كافة جوانب التنمية بالإضافة للحوكمة والإدارة السليمة للموارد لصناعة تجمع له شفافية ومشاركة مجتمعية للقطاع الخاص" . وشدد الدكتور حسين أباظة خبير التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر ومستشار وزير البيئة لملف الاقتصاد الأخضر، على دور المشاركة المجتمعية بين القطاع الخاص والمجتمع المدنى وتفعيل آليات للتعاون المبتكر، حيث قال: "الحكومة لن تفعل شىء بمفردها". من جانبها، أكدت كاتيا ساشفير المدير التنفيذى لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية، أن منتصف العام المقبل 2015 سيتم تنقيح أهداف الألفية الخاصة بالأممالمتحدة بشأن التنمية المستدامة لدراسة المؤشرات الخاصة بالدول العربية، والتأكيد على إمكانية تطبيقها ومناقشة أهم التحديات الرئيسية على مستوى المدن العربية والدولية. وقالت كاتيا ساشفير المدير التنفيذى لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية، أنه سيتم قياس النمو والتقدم المحرز على المستوى الدولى ومحاولة جعل هذه الأهداف يتم تطبيقها على المدن والدول المختلفة من القاعدة للقمة لإمكانية أن تشمل جميع المواطنين فى العالم على المستويات الإقليمى والمحلى والدولى. وأوضحت كاتيا ساشفير المدير التنفيذى لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية أن النموذج الحضارى الموجود فى المدن العالمية عادة ما يكون غير مستدام سواء من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، مشددة على ضرورة وأهمية مواجهة التحديات التى تقابل المدن العربية التى تنموا نموا سريعا، فمن بين هذه المدن 48% يعيشون فى مناطق حضرية لكن ليس لها صفة التنمية المستدامة وأنه لابد من مواجهة المشكلات التى تقابلها، والتى تنجم عن مركزية الموارد واتخاذ القرار، وغالبا ما تكون المحليات غير قادرة على مواجهة هذه التحديات. وأوضحت كاتيا ساشفير المدير التنفيذى لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية أنه تم إدراك استدامة المجتمعات وفقًا لحديث الأمين العام للأمم المتحدة ضمن أهداف الألفية الجديدة للأمم المتحدة، كما يشير الهدف السابع من الألفية، الذى يركز على الاستدامة البيئية باعتبارها المكون الأساسى فى تنمية وتطوير العشوائيات والاستدامة فى المياه الآمنة والصرف الصحى الآمن. وتابعت: "لكننا اكتشفنا أنه لابد من تضمين معايير أخرى فى تحقيق الاستدامة وهى الصرف الصحى والمياه النظيفة، أما الهدف الحادى عشر ، فيشمل المدن والمجتمعات الآمنة والمستدامة وركز على الأهداف الأساسية والإسكان وتضمين تنمية العشوائيات وتطويرها ولابد أن تتضمن القاهرة ضمن هذه الأهداف، لأنها من المدن الجميلة والكبيرة". وطالبت كاتيا ساشفير المدير التنفيذى لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية قائلة "نحن فى حاجة إلى تغيير مدننا من أجل التوسع فى المدن باستخدام منهجيات عديدة، ومراعاة المكون المادى للتصميم والتخطيط لهذه المدن وأن يكون المكون الاقتصادى متعلقًا بالتنفيذ وليس التصميم فقط، وأن حسن الإدارة لهذه المدن هو الحل بما يحقق التنمية المستدامة. واختتمت كاتيا ساشفير المدير التنفيذى لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية كلمتها، بضرورة تعزيز عام 2016 بأن يصبح عام العالمية الطبيعية والمدن الأفريقية والأسيوية وأمريكا اللاتينية، وحقوق الإنسان، وأن يكون هناك تنمية حضارية عادلة تفيد الجميع لإحداث نقلة نوعية للاستفادة والربط بين جميع الفرص، وضرورة خلق فرص عمل لإحداث النمو الاقتصادى والتمويل على المستوى المحلى وأن هذا العام سيكون فرصة للجميع للحصول على الخدمات الأساسية بالصرف الصحى والمياه النظيفة وتفعيل الدينامكية الثقافية للمدن الكبرى .