ورث جيل الشباب الحالى من شباب الثمانينيات والتسعينيات تراثًا ضخمًا وقماشة واسعة من الذكريات ليغزلوا عليها ملامح "القلش" والسخرية، بداية من التكنولوجيا السائدة فى "الووكمان" والكاسيت الضخم الذى كان يأتى من الخليج ب"شريطين"، وحتى موضة الملابس فى الجواكيت المنفوخة، وارتداء الترنجات الذى ساد بين نجوم الغناء، ولكن ما لم يلاحظه شباب هذا الجيل، أنهم فى الغالب سيتركون لشباب الجيل القادم أو بمعنى أصح لأطفالهم، قماشة أوسع مدعمة بالصور والفيديوهات التى نملأ بها الآن صفحات التواصل الاجتماعى على الإنترنت. السيلفى لا يعرف أحد على وجه التحديد متى أو كيف ظهر السيلفى، ربما يعود انتشاره الكبير إلى ظهور هاشتاج على شبكات التواصل الاجتماعى دعا لنشر الصور "السيلفى"، ولكن المؤكد أن الذين دشنوا الهاشتاج لم يتوقعوا جنون السيلفى الذى انتشر فى كل دول العالم، وأن رواد الفضاء أنفسهم سيهتمون بالتقاط هذه الصور، وأن جيلا كاملا سيوثق حياته بهذه الصور. السيلفى والفيس بوك فى المقدمة لك أن تتخيل أولادك حينما يسألونك عن سبب هذه الحمى، ماذا لو وقع حساب "الفيس بوك" الشخصى الخاص بك فى أيديهم من خلال أحد الأجهزة الحديثة التى ستكون متوفرة لهم، كيف ستفسر لهم ببساطة كل الوجوه التى كنت تقوم بها وأنت تمسك الهاتف إلى الأعلى وتنظر له عن قرب.. وكيف سيستخدمون هم هذه الصور عبر أجهزتهم الحديثة لضبط جلسات وأوقات فراغهم. 2- كيم كاردشيان لكل جيل كانت فتاة.. مارلين مونرو فى جيل.. ومادونا فى جيل آخر.. ولكن بالنسبة لنا كيف سنتمكن من شرح هوسنا بكيم كاردشيان، لا يمكن لأحد أن ينكر ما تتمتع به ابنة كاردشيان من إمكانات هائلة فيما يتعلق بالأنوثة، ولكن بالتأكيد من الصعب أن تكون هى فتاة الجيل بشكل واضح، فهى ضمن مقاييس الجمال التى كانت تتمتع بهما مارلين مونرو أو مادونا تعتبر بعيدة كل البعد، كما أن إطلالتها طوال الوقت تحمل لقطات سنجد صعوبة كبيرة فى تبريرها لأولادنا فى جانب، كما سيجدون هم بالتأكيد العديد من المحاور ليرسمون حولها خيوط سخريتهم. 3- أساحبى.. وأدارة عالميا ارتبط فن الكوميك بشخصية "ياو مينج" الذى ضبط نفسه كوجه ساخر على معظم رسومات الكوميك فى العالم، ولكن بما أن مصر أم الدنيا أبى أهلها إلا أن يكون لهم شخصيات الكوميك الخاصة بهم، فاخترع جيلنا "أساحبى" بوجهه الشعبى الخالص.. وقرينته النسائية "أدارة".. وديربى.. وديربانة.. ومجموعة عريضة من الرسومات البسيطة التى تشكل لجيلنا الآن المساحة الأوسع من السخرية، والتى ستظل حتى تصل لأولادنا بتراث عريض من رسومات الكوميك. صورة2: الفيزون يضرب الجيل 4- البنطلون الفيزون.. والبادى الكارينا فى لحظة واحدة اكتشفنا أن الشراب يمكن ببساطة أن يتحول إلى بنطلون "نسائى" إذا تم تحول اسمه إلى فيزون، ولكن كيف تمكنت بنات جيلنا من إحداث هذه الصيحة فى موضة البنطلون، هذا بالتأكيد ما سيكون سؤالا كبيرا سيبحث الجيل التالى لنا عن إجابة له، بعضهن تؤكد وجود فوائد عديدة له، مريح، شيك، والأهم أنه موضة عالمية، ولكن بنات المحروسة من أهل جيلنا كان لهم هن الأخريات اختراعهم الخاص فى الموضة والذى يحتفظ باسم واضح "البادى الكارينا".. و هو اختراع خالص لبنات المحروسة لتحويل أى ملابس عالمية إلى ملابس "محجبات". 5- ارتباطنا بالفيس بوك ما قدمناه من سخرية على اهتمام آبائنا بثلاث قنوات فقط على التلفزيون، هو بالتأكيد ما سنتلاقه من أولادنا عن اهتمامنا بفيس بوك وتويتر وجلوسنا عشرات الساعات معهم، كيف تشكلت حياتنا واهتماماتنا وعلاقتنا وحتى الثورات وتغيير الأنظمة من خلال موقع واحد أطلقه شاب صغير على الإنترنت. 6- الشاشات التاتش والهواتف الذكية هل تتذكر تعلق جيل كامل "بالووكمان" والسماعات الكبيرة التى كانت تشكل التسلية الوحيدة لهذا الجيل، هذا بالتحديد ما سيكون حالنا أمام أولادنا فيما يتعلق بالموبايل "التاتش" والهواتف الذكية، فمستقبل التكنولوجيا الآن يتحرك نحو النظارات الذكية والساعات الذكية، وبالتأكيد خلال سنوات قليلة قادمة سيكون كل ما تقدمه الهواتف الذكية الآن مجرد تكنولوجيا قديمة عفا عليها الزمن.