استشارى سكر: كبسولة بكتيريا تشفيك من السكر والقولون والأمراض المناعية

أمل المستقبل الميكربيوم..

صرح الدكتور هانى نعيم استشارى السكر والغدد الصماء، بأن جسم الشخص البالغ يحتوى على ما يقرب من 10 تريليونات من البكتيريا، وهذا يعنى أن لكل خلية بشرية 10 خلايا بكتيرية، وبالنسبة للمكون الوراثى (الجينات الوراثية) نجد أن الإنسان لديه 3 آلاف جين وراثى ويحتوى جسده على أكثر من 3 ملايين جين خاصين بالبكتيريا التى تعيش على جسده فى مختلف الأماكن مثل الفم والجهاز الهضمى والتنفسى والتناسلى، لافتا أن هذه الجينات تستخدم فى تصنيع البروتينات المختلفة ويعتمد جسم الإنسان على هذه البكتيريا فى تصنيع العديد من البروتينات التى ليس باستطاعته تصنيعها، ليست كل الميكروبات ضارة بل بعضها مفيد وأساسى لحياة الإنسان الطبيعية.
وأكد د. هانى أنه لا تتواجد أى بكتيريا فى الأجنة أثناء الحمل ولكنه يبدأ فى اكتسابها من الأم أثناء الولادة، فتكوين البكتيريا فى كل إنسان يختلف من حيث النوع والنسبة والكمية مما يجعلها شبيهة ببصمة الإصبع ويعتمد التكوين البكتيرى لكل فرد على عناصر كثيرة منها التغذية وفصيلة الدم والعرض لمختلف الأدوية والمضادات الحيوية فى الطفولة.
وأضاف أن من الثابت الآن أن الشخص إذا كان مصابا بالسمنة أو السكر أو القولون العصبى أو أيا من الأمراض المناعية يكون المحتوى البكتيرى لديه مختلف عن الشخص الطبيعى، حيث أجريت الكثير من التجارب على الفئران لمعرفة تأثير هذه البكتيريا على حالة الفأر فمثلا زراعة البكتيريا من فأر بدين إلى آخر طبيعى تسببت فى بدانة الفأر والعكس كان أيضا صحيح، لكن عندما تم تكرار التجربة وتم تغذية الفأر النحيف بغذاء عالى الألياف وقليل الدهون والنشويات لم يحدث زيادة بالوزن ولم تستطع البكتيريا المزروعة أن تنمو فى أمعائه، وهنا يتم التساؤل عن أن الشخص مصاب بهذه الأمراض لأنه مصاب ببعض أنواع البكتيريا.
وأشار استشارى السكر إلى أن بعض هذه البكتيريا تم إثبات أنها تزيد امتصاص مواد غذائية معينة، كما وجد أن هذه الفصائل تزداد بشدة فى الأشخاص الذين يتناولون بدائل السكر الصناعية وهذا يفسر فشل هذه البدائل فى خفض الوزن مع أنها خالية من السعرات والنشويات، مضيفا أنه عند زراعة البكتيريا المأخوذة من الأنثى الحبلى لدى الفأر يزداد وزنه كثيرا وبعض البكتيريا وجد أنها مرتبطة ببعض الأمراض مثل السكر بنوعيه والسمنة والقولون العصبى وبعض الأمراض المناعية مثل الروماتويد وتقرحات القولون، والأمر الملفت أنه مهما اختلفت الثقافة والعادات الغذائية والموقع الجغرافى كان المحتوى البكتيرى واحدا لكل المرضى من نفس المرض مما يجعل التساؤل عن سبب البكتيريا.
ويضيف، من الاكتشافات المثيرة التغيير الجذرى الذى يحدث للمحتوى البكتيرى بعد جراحات السمنة الذى يفسر هبوط الوزن واختفاء مرض السكر فى بعض المرضى بعد العملية مباشرة، حيث تجرى الآن العديد من الأبحاث والدراسات على هذا الموضوع فى أوروبا وأمريكا وجنوب شرق آسيا فى صناعة تكلفت حتى الآن أكثر من 120 مليار دولار لعمل جهاز تحليلى بسيط يشخص المحتوى البكتيرى لكل شخص ومن ثم يصف له كبسولة من البكتريا تشفيه من المرض، كما أن فى المستقبل يتم صناعة كبسولة بكتيريا تشفيك من السكر والقولون ومختلف الأمراض المناعية.