قال المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "FAO"، جوزيه غرازيانو دا سيلفا، إن "التصنيع يمكن أن يصبح أداة هامة فى الحد من الفقر والجوع، ولكن ذلك لا ينبغى أن يأتى على حساب التنمية الزراعية، مؤكدا أن "التنمية الصناعية والزراعة ينبغى أن يكمل كل منهما الآخر"، مخاطباً المشاركين فى المنتدى الثانى للتنمية الصناعية الشمولية والمستدامة المنعقد فى العاصمة النمساوية على ضرورة توطيد الروابط بين الزراعة والقطاعات الأخرى فى الاقتصاد، بهدف بناء نظم الغذاء المستدامة. بينما أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، الذى تحدث أيضاً خلال هذه الفعالية التى استضافتها منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية، على نفس المفهوم قائلاً: إن تعزيز الأمن الغذائى يجب أن يصبح أولوية للتنمية الصناعية. وصرح غرازيانو دا سيلفا، فى بيان "الفاو" اليوم "الأربعاء" دعم المزارعين لإضافة قيمة إلى سلسلة الغذاء، يتجاوز البُعد النقدى لمستويات الدخل الذى يحققونه، "وهذا يعنى مزيداً من الأغذية المغذية والصحية، التى تُنتج على نحو مستدام"، وذكر أن ليس هنالك من مقاس واحد يناسب الجميع لإيجاد صيغة للاقتصادات الصناعية المستدامة والشمولية، مشدداً على دور منظمتى "فاو" و"اليونيدو" فى مساعدة البلدان النامية على تحديد طريقها قدماً، من خلال البناء على صرح التجارب الناجحة للبلدان الأخرى والتكيّف لها. ويُعد تطوير قطاع متين ومستدام للصناعات الزراعية ضرورة ذات أهمية خاصة فى حالة البلدان النامية غير الساحلية، التى تعانى من أوضاع غير مواتية فى تدبير مواردها، وتميل إلى ملكية مساحات أقل من الأراضى الصالحة للزراعة مقارنة بجيرانها ذوى الواجهة البحرية، فضلاً عن مواجهة معدلات أعلى بكثير عن غيرها من تقلّبات أسعار الغذاء. وسبق أن صرح غرازيانو دا سيلفا، بالقول إن "البلدان النامية غير الساحلية ليس محكوماً عليها بانعدام الأمن الغذائى بالضرورة"، بينما كان يتحدث فى وقت سابق صباح نفس اليوم فى كلمة افتتاحية وسط حدث أقيم فى غضون مؤتمر الأممالمتحدة الثانى للبلدان النامية غير الساحلية، فى العاصمة النمساوية فيينا. وأضاف أن "هنالك سبل إلى الأمام، وقصص نجاح تُلهمنا للسعى والعمل". وأبرز المدير العام لمنظمة "الفاو" عدداً من البلدان غير الساحلية، بما فى ذلك كازاخستان ومالى، لم تنجح فحسب فى تنصيف نسبة الجياع لديها بل أيضاً تقليص أعدادهم المطلقة إلى النصف فى صفوف سكانها، وبغضّ النظر عن القيود الهيكلية التى تكبلها، مؤكد أنها أحد التحديات الرئيسية الماثلة فى وجه بناء صناعات زراعية متينة لدى البلدان النامية غير الساحلية، إنما يكمن فى ظاهرة تغيّر المناخ بالذات، لما تلقيه من ضغوط إضافية على عاتق الزراعة والموارد الطبيعية وتفاقم الحاجة إلى ضرورة إدماج مرونة المجابهة لآثار المناخ كجزء لا يتجزأ من تقنيات الإنتاج الزراعى المحلى. وأفاد غرازيانو دا سيلفا، أن "من المتعين إدراك أن النظم الزراعية هى بالغة التنوع، وتتفاوت تأثيرات تغير المناخ عليها تفاوتاً واسع النطاق"، مضيفاً أن "فاو" تنشط فى جميع البلدان النامية غير الساحلية، لمساعدتها على زيادة أمنها الغذائى، وتعزيز نظم الغذاء الصحى والمستدام لديها، وبناء مرونتها فى الاستجابة". والمرتقب أن تتعزز هذه الجهود عبر آلية "التحالف العالمى من أجل الزراعة الذكية مناخياً" الذى أطلِق خلال مؤتمر قمة الأممالمتحدة المعنية بالمناخ سبتمبر 2014، وستتخذ من "الفاو" مقراً دائماً لها. ويهدف المؤتمر الدولى الثانى للتغذية (ICN2)، الذى يُنظم شراكة بين "فاو" ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، إلى قطع التزام عالمى واسع وملموس على أعلى المستويات السياسية، من أجل إرساء نظم غذائية محسنة وأعلى قدرة على تلبية الاحتياجات الغذائية لسكان الكوكب جميعاً.