مذبحة كمين "كرم القواديس"، التى وقعت أمس، الجمعة، بمحافظة شمال سيناء، وأسفرت عن استشهاد 30 من ضباط وجنود القوات المسلحة، نتيجة اقتحام الكمين بواسطة سيارة مفخخة على يد عناصر إرهابية، أثبتت أن التعامل الأمنى ما زال مقصورا وغير مؤهل للتعامل مع عقليات الجماعات الإرهابية، التى تلجأ إلى أحدث الوسائل لممارسة نشاطها فى استهداف قوات الجيش والشرطة. فسياسة استخدام أسلوب الأكمنة الثابتة لفرض الأمن ومواجهة العناصر الإرهابية أثبت فشله على مدى الفترة الماضية، حيث تعددت حوادث استهداف تلك الأكمنة باستخدام سيارات مفخخة وإطلاق قذائف "آر بى جي" واقتحام الكمين وإطلاق الرصاص بعشوائية، ونتج عنها سقوط العشرات من الضحايا والمصابين. وبالرغم من تأكيد الخبراء الأمنيين أن الدول المتقدمة استغنت عن فكرة حفظ الأمن باستخدام الأكمنة الثابتة ومطالبتهم بضرورة تطويرها، باعتبارها أهدافا يسهل اقتناصها للخارجين عن القانون، إلا أن الفكر الأمنى ما زال محتفظا بهيئته القديمة دون أى محاولة للتطوير. ويؤكد اللواء محمود جوهر، مساعد وزير الداخلية السابق، ل"اليوم السابع"، أنه لابد من الاعتراف بأهمية الأكمنة الثابتة فى مواجهة العناصر الإرهابية والخارجين عن القانون، لمنع تسللهم إلى المناطق الحدودية وتهريب كميات كبيرة من الأسلحة والمواد المخدرة، وخاصة بسيناء باعتبارها من أكثر المناطق المشتعلة، إلا أن تلك الأكمنة لابد من تطويرها، وإضافة وسائل أمنية حديثة لمساعدة القوة الأمنية المعينة بها على اكتشاف أى محاولة للهجوم من جانب العدو ومنع حدوثها، حيث تخلوا تلك الأكمنة من المواصفات الفنية الأمنية عند إنشائها، وهى اختيار المكان المناسب أمنيًا حتى لا تكون قوة الكمين معرضة للهجوم من أى اتجاه، بالإضافة إلى إنشاء أبراج مراقبة علوية لاكتشاف أى محاولة هجومية والتعامل معها، مع إنشاء طريق لمساعدة أفراد الكمين على سرعة الإخلاء إذا تطلب الأمر. وأضاف جوهر أن الهجوم، الذى تعرض له كمين "كرم القواديس" أمس الجمعة بسيناء تقف وراءه جماعات إرهابية مدعمة من دول معادية، هدفها زعزعة الأمن وإيقاع خسائر فى صفوف القوات المسلحة، فمخطط الهجوم بسيارة مفخخة، وإعداد كمين آخر لإيقاع الخسائر فى صفوف القوات المسلحة القادمة لنجدة الضحايا، غير مسبوق ويقف وراءه عقليات أمنية إرهابية خطيرة ولا يستهان بها. بينما أكد اللواء الدكتور إيهاب يوسف، المحلل الأمنى وخبير دراسة المخاطر أن الأسلوب الأمنى التقليدى المستخدم فى مواجهة العناصر الإرهابية غير مناسب للمرحلة الحالية، التى تشهد نشاطا غير مسبوق لتلك الجماعات. وأضاف "يوسف" أن دول العالم المتقدمة لا تعتمد على الأكمنة الثابتة فى مهامها الأمنية، حتى لا تكون أهدافًا سهلة للإرهابيين والخارجين عن القانون، مطالبًا بضرورة استخدام الوسائل التكنولوجية الأمنية فى تدعيم قوة الكمين والتنقل من مكان لآخر فى المساحة المسموح بها أمنيا حتى لا تتكرر مثل تلك الحوادث. وذكر الخبير الأمنى، أن أكثر الأمثلة التى تدل على سهولة استهداف الأكمنة الثابتة هو كمين "الريسة" الكائن بالطريق الدولى العريش- رفح فى مدخل العريش الشرقى المؤدى إلى رفح فى شمال سيناء، حيث تعرض لما يقرب من 40 هجومًا إرهابيًا، وطالب يوسف بضرورة تزويد القوات الأمنية فى الأكمنة بأحدث الأجهزة لمواجهة تلك التحديات. موضوعات متعلقة.. بالصور.."الأعلى للقوات المسلحة"يقف دقيقة حدادا على أرواح شهداءالعريش المجلس الأعلى للقوات المسلحة يصدق على خطة لمكافحة الإرهاب فى سيناء.. تشكيل لجنة من كبار قادة الجيش لبحث ملابسات التفجيرات.. ويؤكد: عازمون على استئصال الإرهاب الغاشم واقتلاعه من جذوره وفاة عمة شهيد الأقصر عقب إعلان استشهاد ابن شقيقها فى حادث سيناء العالم يؤكد دعمه لمصر بعد حادث العريش الإرهابى.. الولاياتالمتحدة وبريطانيا والكويت والإمارات والأردن: نقف إلى جانب الحكومة المصرية.. ومجلس الأمن: الإرهاب أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين ننشر أسماء 23 شهيداً فى حادث العريش الإرهابى ننشر صور الملازم أول "محمد أبو غزالة" شهيد "تفجيرات العريش" "أمن شمال سيناء" يشن حملات برية موسعة بالعريش والشيخ زويد