فى ليلة من الليالى تحت ضوء القمر والنجوم المتلألأة فى الظلام الدامس، ذلك الوقت الذى يعشقه الكثيرون، وهل هناك أجمل من صفاء الذهن وروعة ذلك المنظر البديع سبحان من أودعه الجمال، حاول النوم ولكن دون جدوى، غط الجميع فى سبات عميق. كان الوقت قبل الفجر بقليل هو يعلم أن الجميع نائمون ولكنه متيقن تماما بأن هناك شخصا يعشق ذلك الوقت مثله يحب محادثته ويده الحانية التى لطالما اعتنت به وهل هناك أحلى وأروع من جدته التى اعتادت منذ أمد بعيد أن تستيقظ فى مثل هذا الوقت تصلى وتستغفر. طرق الباب فأجابته بصوتها الدافئ دخل وقبل يدها قالت له "لما لم تنم" فأجابها "أخشى الظلام"، ربتت على كتفه وضمته إليها وقالت "عندما تكبر ستكتشف أن هناك ما يخيف أكثر من الظلام، ستجد الأخلاق تباع، وأناس باتت أرخص من الذهب، لا تخشى شيئا يابنى فالخوف لا يكفى وحده أصلح من نفسك لربما اتخذك الآخرون قدوة فتصلح العالم". ولكونه صغيرا لم يعى قولها ذلك الوقت فتح عينه التى امتلأت بالدموع وهو يتذكر كلامها كم أشتقت إلى حضنك الحنون وإلى قلبك الطيب إلى كلماتك كل شئ أين أنتى الآن احتاجك بشده ليتك تعودين.