دمياط "ترانزيت" الهجرة غير الشرعية.. وكبير صيادى عزبة البرج: أجهزة الأمن تعلم المراكب "المشبوهة" العاملة فى تهريب الشباب.. وحقوقى: الفقر وارتفاع تكاليف الزواج السبب.. والحل تغليظ العقوبة على السماسرة

تعتبر جملة "البحث عن لقمة العيش"، لسان حال الآلاف من الشباب المهاجر بطريق غير شرعية إلى دول أوروبا، عبر السواحل المصرية، لا سيما سواحل مدينتى عزبة البرج ورأس البر بمحافظة دمياط، لقربهما من شواطئ البحر المتوسط وتوافر أسطول صيد كبير بهما.
وتتكرر الصورة دائما، قارب صغير أو مركب يحمل عشرات الشباب المصرى والأفريقى، الباحث عن السفر هربا من الجوع والتشرد فى بلدته، ويراوده دائما حلم الثراء والعيش الرغيد، ووجهته دائما إلى سواحل أوروبا بإيطاليا واليونان.
ويتحرك المركب من أمام أحد السواحل فى جنح الظلام، أو مع ساعات الفجر الأولى، بعيدا عن أعين أجهزة الأمن، حتى نسمع عن غرقه محمل بشباب الهجرة غير الشرعية، أو مطاردة لحرس السواحل لمركب أخر، وإلقاء القبض على العشرات من راغبى الهجرة.
وتتكرر فى سواحل محافظة دمياط، محاولات الهجرة غير الشرعية من وقت لآخر، وكان آخرها منذ أسبوع تقريا، وأحبط مكتب مخابرات حرس الحدود وقسم الأموال العامة بمديرية أمن دمياط، محاولة عبر سواحل مدينة عزبة البرج ل105 منهم 51 مصريا "7 من القليوبية، 12 الفيوم، 1 البحيرة، 16 الغربية، 2 المنوفية، 13 الدقهلية"، و54 من جنسيات مختلفة، "10 سودانيين، 1 أردونى، 29 سوريا، 13 سوريا فلسطينيا، 1 فلسطينيا و1 لبنانى"، أثناء تواجدهم على مقربة من شاطئ البحر بناحية الفنار بمدينة عزبة البرج / دائرة مركز شرطة دمياط، مقابل دفع مبالغ مالية تتراوح ما بين عشرين إلى ثلاثين ألف جنيه عند وصولهم إلى دولة إيطاليا.
ومن قبلها إحباط محاولة أخرى بها ما يقرب من 80 شابا، بجوار كوبرى البغداداى الواقع على الطريق الساحلى بين دمياط وبورسعيد.
وقال على المرشدى، كبير الصيادين بعزبة البرج،
إن الهجرة غير الشرعية لها سوق لدى عدد معين من أصحاب المراكب، وسماسرة يروجون لها، وهم غالبا من خارج دمياط، لافتا إلى أن أغلب الشباب المهاجرين من المحافظات المجاورة خاصة الدقهلية وكفر الشيخ، ويتفق السمسار معهم وينسق مع صاحب المركب، ويتم تحديد الموعد الإقلاع من أمام أحد السواحل، فى عزبة البرج وشاطئ رأس البر وسواحل بحيرة المنزلة.
وأضاف "مرشدى"، أن معظم أصحاب المراكب التى تعمل فى الشغل "المشبوه" معلومة لدى رجال مكتب مخابرات الحدود، وهم يعملون فى تهريب البشر أو تهريب السولار والبضائع الإستراتيجية.
فيما قال المهندس مجدى مجد، حقوقى، إن الهجرة غير الشرعية تعد مشكلة وقضية متعددة الجوانب، تستغل فقر الأسر وحاجة الشباب وترسم لهم أحلاما وردية حتى تسهل مهمتها.
وأضاف "مجد"، أن القضاء على الهجرة غير الشرعية مسئولية دولة، وليس جهازا بعينه فالدولة عليها توفير فرص عمل للشباب، وتنمية الوعى القومى وتوعية الشباب عبر منابر الإعلام والأوقاف.
وقال محمد الطرابيلى، المحامى، إن الهجرة غير الشرعية جريمة بكل المقاييس مكتملة الأركان، ويعاقب عليها القانون ويقع مرتكبوها تحت طائلة القانون فى السفر بدون أوراق رسمية، ويتحمل صاحب المركب أو السمسار مسئولية تعرض حياة الآخرين للخطر والتستر على جريمة.
وطالب "الطرابيلى"، بتفعيل دور الدولة فى توفير فرص عمل لهؤلاء الشباب، وتوعيتهم من خلال وسائل الإعلام المختلفة عن مخاطر الهجرة غير الشرعية.
وأكد ضرورة تغليظ العقوبة على السمسار وصاحب المركب، وتوقيع غرامات كبيرة على الشباب المهاجر.
أخبار متعلقة:
هوس الهجرة غير الشرعية يدفع أب للتضحية باثنين من أبنائه بالفيوم.. و"تطون" أغنى قرى المحافظة نتيجة الهجرة.. فقدت 150 شابا غرقا بالشواطئ.. وشارع ميلانو يحمل الجميل لإيطاليا.. ومبادرة لتأهيل الشباب