قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن الضربات الجوية ضد تنظيم داعش فى سوريا قد جمعت دولا خليجية على خلاف. فأربع من الدول الخليجية التى حلقت طائراتها مع الطائرات الأمريكية فوق سوريا قد أمضت السنوات القليلة الماضية تعمل بتجانس أقل بكثير بسبب النهج المختلف لكل منها فى التعامل مع تنامى حركات الإسلام السياسى فى العالم العربى. وأوضحت الصحيفة أن الاختلافات بين الدول تزايدت بشكل كبير جدا وضار للغاية فى وقت سابق هذا العام لدرجة أن السعودية والإمارات والبحرين سحبت سفراءها من قطر التى مولت الإسلاميين فى المنطقة. وفى الأشهر التى أعقبت ذلك، واصلت هذه الدول شن حرب بالوكالة نوعا ما فى مصر وليبيا. ويتهم جيران قطرالدوحة بتمويل الإرهابيين، بينما ترد قطر باتهامهم بدعم الحكام الأقوياء الذين لا يحترمون إرادة الشعوب. لكن مع تلويح داعش بعلمه الأسود على أبواب بغداد، فإن دول الخليج العربى قررت أن تنحى خلافاتها جانبا. وقال يوسف العتيبة، السفير الإماراتىبواشنطن، إن الإسلام المتطرف يمثل تهديدا عميقا لنا ولقيمنا، ونحتاج إلى مواجهته كفريق. ووصفت واشنطن بوست الضربات الجوية فى سوريا بأنها كانت عملا غير مسبوق من التعاون العسكرى العربى الذى شمل قصف السعودية لمسلمين سنة باستخدام طائرات حربية أمريكية من طراز رابتور إف 22، والتى تستخدم فى القتال لأول مرة، وتم إطلاقها من قاعدة الإمارات، كما شاركت القوات الجوية الملكية البحرينية. ونقلت واشنطن بوست عن مسئول عسكرى أمريكى رفيع المستوى قوله إن هذا كان عملا هاما من الشراكة بين حلفاء أمريكا فى الخليج، معربا عن أمله فى الاستمرار. وفى نفس السياق، قال ثيدور كاراسيك، مدير الأبحاث بمركز التحليل العسكرى للشرق الأقصى والخليج فى دبى، إن داعش يمثل خطرا حاضرا حقيقيا لأربع دول وللأردن التى شاركت أيضا فى العملية العسكرية. وأضاف أن هذا التهديد تصفه تلك الدول بأنه أكبر مما يحدث بينهم.