من سلسلة حفلات التوقيع التى تعقدها دور النشر بمعرض الكتاب، قام الكاتب والإعلامى خيرى رمضان أمس السبت بتوقيع كتبه الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، وهم فراش الشيطان، أنين النساء، كنز الخطيئة، لحظات ضعف، نوافذ الاشتهاء، وصرخة العار. "كنز الخطيئة" يضم أكثر من خمس وعشرين مشكلة، يدور أغلبها حول الوقوع فعلاً فى شرك الخطيئة ومنها: الحرام، امرأة أخرى سواها، شرخ فى جدار العائلة، الطريق إلى السقوط، الخريف، شبكة العنكبوت. والثانى "لحظات ضعف" يضم ثلاثين مشكلة تعالج كيفية الخروج من لحظات الضعف التى تنتاب البشر فى أوقات معينة مثل: معصية الدش، هارب من المعتقل، قبل الرحيل، الشبح، جروح الروح، القلعة السوداء، أربعون امرأة، الليالى السوداء، لحظة ضعف. والثالث "صرخة العار" ويتناول مشكلات الاغتصاب، وما يترتب عليها من آثار نفسية واجتماعية تدفع المرأة ثمنها وحدها، بينما الجانى حر طليق، فى الوقت الذى تنتهى فيه المرأة ككائن اجتماعى سوى بعد مرورها بمثل هذا الحادث البشع، كل هذا والجانى بمنأى عن الحساب والعقاب، لأن المجتمع الذى رسخ فيه ذكورته ينام قرير العين بعد أن يستمتع "بقزقزة" حكايات العار، وهو يشاهد برامج آخر الليل، كما أن أسرة الفتاة نفسها تغمض عينيها محملة الفتاة كل المسئولية عجزًا أو خوفًا من الفضيحة. والرابع "نوافذ الاشتهاء" يعالج المستجدات التكنولوجية التى أتاحت لفئات الشباب دخول عوالم أخرى مسكوتًا عنها ومحجوبة فى الثقافة العربية مثل الفضائيات، والإنترنت، وكاميرا الموبايل، فهم يشاهدون عليها كل شىء من الأغانى حتى الأفلام الإباحية، الأمر الذى هيأ لهم وشجعهم على الخروج على كل قيم المجتمع متصورين بتأثير ما يرونه أن كل شىء أصبح سهلاً ومتاحًا، ومباحًا، فانطلقت قطعانهم تهاجم الفتيات فى الشارع تحرشًا أو اغتصابًا، فنوافذ الاشتهاء مشرعة أبوابها بلا رقيب ولا حسيب بتأثير مجتمع مطحون اقتصاديًا ومأزوم ثقافيًا، يتعرض بوصفة ذاك، إلى غزو تكنولوجى، فى ظاهرة ربما لم تتكرر فى التاريخ، ولن تتكرر وهى أن التقدم العلمى جلب فى ركابه تأخرًا أخلاقيًا. أما الكتاب الخامس "أنين النساء" تعالج حكاياته التى نشرت متفرقة فى بريد الجمعة إحساس الزوجات بالحرمان وغياب الرومانسية من حياتهن، وافتقاد مشاعر الحب الحقيقى من الأزواج، مما ينعكس سلبًا على العلاقة الزوجية، وبالتالى على الأبناء نفسيًّا واجتماعيًّا، إذا عرفنا أن المواطن الصالح يبدأ من بيئة البيت، أدركنا كم هى مشكلة غاية فى الأهمية والخطورة، فالزوجة التى تفتقد عن الدفء فى المنزل، تبحث عنه حيثما وجد، وتلك مقدمة أولى للتعاسة ويكون الوقوع فى الخطأ فنتيجة منطقية، والزوج الذى ملَّ حياته الزوجية وبحث عن دفء خارج منزله، لابد سيصادف من هى فى موقف زوجته نفسه، ونصبح بالتالى فى خضم دائرة مغلقة لا يمكن الفكاك منها، إلا بالفهم والوعى بطبيعة المشاعر الأنثوية والحرص على تكامل العلاقة الزوجية، وهو ما يحتاج إلى مجهود بسيط من الطرفين. أما فراش الشيطان، فيمثل الحلقة الأخرى والوجه الآخر للفشل العاطفى فى المنزل، وربما هو النتيجة المنطقية لضعاف النفوس، الذين يبحثون عمَّا حرموا منه بارتكاب الخطأ. بوعى أو دون وعى منهم، وفيه يتلمس رمضان المسالك الخفية التى يتبعها الشيطان ليسكن فى نفوس البشر، مع الإقرار الواعي، بأن النفس البشرية أضعف مما نظن، وفيم يتمثل ذلك الشيطان، فمن خلال علاقته ومعايشته لمشاكل الشباب والكبار التى نشرها فى بريد الجمعة فى "جريدة الأهرام"، عرف الكثير وتعلَّم الكثير مصدّرًا الكتاب بمقولة الكاتب الفرنسى الأشهر "ألبير كامو" عندنا سأل كاهن الكنيسة الذى ظل يتلقى اعترافات المذنبين لمدة أربعين عامًا: ماذا استفدت؟ فأجاب: تعلمت أن البشر أضعف مما كن نظن، وأنه ليس هناك أشخاص كبار.