اعتداء على طفلة متخلفة عقلياً.. خادمة تستغل طفل عمره 7 سنوات جنسياً.. سائق يمارس الجنس مع طفلة فى الثامنة من عمرها.. وغيرها من جرائم شتى ترتكب فى حق المعاقين والمعاقات عقلياً بالرغم من أن البند السادس من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة فى ديسمبر 1971 ينص على حق حماية المتخلفين عقلياً من الاستغلال أو التجاوز فى المعاملة، إلا أن ما يحدث عكس ذلك تماماً، ولن أخوض فى تعريف من هو المتخلف عقلياً أو المعاق ذهنياً وما درجه ذكائهم وكيفية الاستفادة منهم ورعايتهم، لأن هذا الأمر قد يستغرق صفحات وليس مقالاً واحداً. وفى كل مرة أقرأ عن جريمة ترتكب فى حقهم أتساءل كم عدد دور التأهيل والرعاية الخاصة بهم؟ أجدها لا تتعدى أصابع اليد، إضافة إلى قلة عدد المستفيدين منها، ناهيك عن ارتفاع التكلفة.. أما الأكثر إيلاماً أن بعض هذه الدور للأسف تكون مجرد دار خدمة فقط وإيداعهم بعيداً عن الأعين، لأن هناك بعض الأسر تتبرأ من هؤلاء الملائكة ولا تتابعهم إلا مادياً وغالباً لا تزورهم ولا تعرف ما قد يتعرضون له!! ولن أخوض فيما تقدمه الدول المتقدمة من رعاية واستفادة منهم فى كثير من الأعمال، خاصة أن هناك بعضاً منهم قادر على عمل أحادى فقط، كما يحدث فى الصين من تدريبهم على دق مسمار فى جهاز معين وفى مكان مخصص ويكون هذا هو كل ما يقوم به وهو عمل ليس بالهين.. وحينما بحثت عن إحصائية محددة لعدد المعاقين ذهنياً لم أجد ما يوضح عدد المتخلفين ذهنياً، سواء فى مصر أو الوطن العربى فى حدود ما بحثت. وبعيداً عن كيفية مساعدتهم والاستفادة منهم تظل قضية تشغلنى وتؤرقنى وهى متعلقة بالفتيات المعاقات عقلياً، خاصة مع تطورهن جسدياً وإعاقتهن ذهنياً.. وماذا يفعل الأهل إذا بلغن وكيفية التعامل مع هذا التطور الطبيعى للفتيات؟.. وهل يلجأون إلى مربيات ليساعدهن؟.. أم يودعهن فى دار ليتخلصوا من تلك المسئولية؟.. أم يتفرغوا لهن، خاصة أن بعض هذه الحالات قد تعجز تماماً عن القيام بأى عمل ويكدن يحتجن إلى ملازمة تامة وتوفير حماية وخدمة كاملة؟.. أم يحبسوهن فى حجراتهن حتى لا تتعرض الفتاة إلى استغلال أو سوء معاملة، خاصة أنهن لا يملكن القدرة على حماية أنفسهن أو إخبار الأهل إن وجدوا عن تعرضهن لأى استغلال؟ وأكاد أشك فى أن معظم الحالات التى سمح لها بالنشر لم يعلم الأهل بها إلا بعد فوات الأوان ربما وبالمصادفة البحتة من مشرفة لها ضمير وفطنة لأى تغير يطرأ على تصرفات الفتاة، والكارثة تكمن لو أسفر تعرض إحداهن للاغتصاب وحملت سفاحاً فما سيكون مصير القادم؟ لن أتكلم عن الاستغناء عن الرحم كما طالبت إحدى الجمعيات بالأردن، لأن هذا الأمر يستتبع عناية نفسية خاصة وتعويض ما ستفقده الفتاة من هرمونات متعلقة بالأنوثة، وهو أمر يضيف عبئاً نفسياً على الأهل، لكن ما جال بخاطرى لماذا لا يتم تعقيرهن؟ صحيح أن هذا لن يمنع حمايتهن من الاستغلال، إلا أنه سيقلل من حجم الخسائر التى قد تترتب على هذا.. خاصة أن البند السابع الصادر من الأممالمتحدة بخصوص المتخلفين ذهنياً يمكن تفعيله فى هذا السياق، وحسبما ورد أنه يمكن القيام ببعض الحماية الخاصة للمعاقات ذهنياً لحمايتهن من أى ضرر.. وفى تصورى فإن الأمر يحتاج إلى وقفة. كاتبة وروائية مصرية