شاركت الرابطة العالمية لخريجى الأزهر الشريف فى برنامج "الحوار من أجل السلام"، الذى تنظمه الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب بإندونيسيا، بالتعاون مع وزارة الشئون الدينية الإندونيسية، من خلال إلقاء علماء ومشايخ الأزهر للعديد من المحاضرات والندوات التى تستهدف التعريف بصحيح الإسلام والتوعية بأصوله، ومواجهة الفكر التكفيرى، والتحذير من خطر الإرهاب والتطرف. قال الشيخ حمد الله الصفتى، عضو الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، فى محاضرة ألقاها بجامعة نور الإيمان: إن التطرف هو الانحراف عن وسطية الإسلام التى جعلها الله تعالى ميزة الأمة المحمدية وسبب رفعتها على بقية الأمم، وقد تجسدت هذه الوسطية فى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، ثم تمثلت فى منهج جامع هو المعروف بمنهج أهل السنة والجماعة، وهذا المنهج الذى حمى الأمة الإسلامية قرونا عديدة من الزمان، من خطر التطرف والإرهاب والميل عن الصواب، وهو المنهج الذى تبنته كُبريات المدارس العلمية فى ديار الإسلام، وعلى رأسها الأزهر الشريف، وهو قبلة أهل السنة فى الدنيا. وأضاف الصفتى، أن منهج أهل السنة والجماعة ثلاثة أركان رئيسة، هى المعالم الثابتة لوسطية الإسلام الحقة، الأول: عقيدة أهل السنة والجماعة، التى قعّد لها أئمة أهل السنة بالتأليف والتدوين، كالإمام أبى الحسن الأشعرى والإمام أبى منصور الماتريدى، رضى الله عنهما، وتقرر أن الإيمان هو التصديق بالقلب لا غير، وأن التقصير فى العمل لا يخرج العبد من الإيمان، وعليه فالمسلم العاصى حرام الدم حرام المال حرام العرض، والثانى: فقه أهل السنة والجماعة، أى مناهج فهم النصوص الشرعية التى أصلها الأئمة الأربعة، أبو حنيفة ومالك والشافعى وأحمد، التى تحمى العقل من الفهم الخاطئ لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، والثالث: سلوك أهل السنة والجماعة، الذى يرسخ فى قلوب المسلم الشفقة على الخلق، والرحمة بالناس طائعهم وعاصيهم. كما أكد الشيخ محمد فيصل السعداوى، المدرس المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، وعضو الرابطة، فى محاضرة ألقاها بجامعة نهضة العلماء: أن الإسلام برئ من الإرهاب والتطرف، وأن هؤلاء الإرهابيين وإن وجد بينهم من لديه حب للإسلام، إلا أنه يسىء إليه بجهله بأحكامه، فمشكلتنا مع هؤلاء ليست فى قلوبهم ولكن فى عقولهم. وأضاف السعداوى، أن ما تقوم به الجماعات الإرهابية باسم الإسلام، ما هو إلا مخططا واضحا من أعداء الإسلام لتشويه هذا الدين العظيم، فينبغى أن يفهم الجميع أن "داعش" أو غيرها من الجماعات الإرهابية لا تمثل الإسلام أو المسلمين من قريب أو بعيد. وأكد الشيخ هشام الكامل، من علماء الأزهر الشريف وعضو الرابطة، أن علينا التزام الوسطية فى ديننا، ذلك المنهج الذى أسس له القرآن الكريم وأن التزام هذا المنهج هو المخرج والوقاية من الانحراف.