سواء اعترفنا أم لم نعترف فإن إدمان الجنس أصبح أحد أنواع الإدمان، وذلك سواء بشكل مشروع أو بشكل غير مشروع، رغم أن الجنس بشكله المشروع هو العملية التى خلقها الله سبحانه وتعالى وشرعها لحفظ النوع البشرى وللتناسل والتكاثر وحفظ الذرية ونمو المجتمع، كما أنه وسيلة لتتويج التعبير عن مشاعر الحب وإشباع المشاعر العاطفية والجسدية لكل من الرجل والمرأة، بل ويكتمل به الدين والشكل الاجتماعى، ولكن وكما يوضح الدكتور محمد رمضان، مدير البرامج الوقائية بصندوق مكافحة الإدمان، فإنه أحيانا يساء استخدام العملية الجنسية، وتخرج من إطارها الطبيعى والمألوف وهو الاعتدال والوسطية فى الممارسة كما وكيفًا، بحيث تأخذ شكلا مرضيًا غير مألوفا أو مقبولا، وهو الزيادة المفرطة فى الممارسة عن الوضع الطبيعى، وأن تصبح محور اهتمام دائم واستثارة سريعة جدا تجاه أى مؤثر، وأن تكون الشغل الشاغل لدى أى من طرفى العلاقة، وهو ما يطلق عليه حب الجنس، وقد تتخذ أحيانا بعض الأشكال الشاذة فى عملية الممارسة، وهو ما نطلق عليه إدمان الممارسة الجنسية . ويضيف أن المدمن للجنس يتعرض للعديد من المشاكل والأضرار النفسية والاجتماعية، وخاصة إذا ما وصل إلى مرحلة عدم القدرة على السيطرة على نفسه فيؤثر ذلك على علاقاته الاجتماعية، ويصاب بهذا النوع من الإدمان كل من الرجل والمرأة على السواء، وإن كان منتشرا بشكل أكبر لدى الرجال باعتبار أن الجنس لدى الرجل يرتبط بالغريزة بشكل أكبر، بينما لدى النساء فيرتبط لديها بالإحساس والمشاعر بشكل أكبر. وعن أسباب شعور الإنسان بأن ممارسة الجنس هى ملاذ الحياة يقول د. رمضان أن منها زيادة نسبة الهرمونات الجنسية لدى الرجل أو المرأة، والتعرض للتحرشات الجنسية والاغتصاب فى الصغر، لما يتركه من أثر دائم فى نفسية الطفل يتطور فى مراحله من كره إلى كبت وتنفيس عن طريق الجنس، فضلا عن تعدد العلاقات العاطفية والجنسية، وزيادة وقت الفراغ والتفكير الجنسى الدائم، والتعرض منذ الصغر لمثيرات أو عادات صحية واجتماعية خاطئة، وممارسة العادة السرية. وأضاف هناك بعض الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والقلق تسبب الرغبة الدائمة فى ممارسة الجنس، وكذلك وتعاطى بعض أنواع المنشطات الجنسية وبعض أنواع المخدرات. وأشار "د.رمضان " إلى أن هناك عدة أعراض تساعد فى تشخيص هذا الاضطراب النفسى الجنسى، وهى تمحور حياة الشخص المصاب بهذا الداء حول الجنس واهتمامه الشديد به، وقضائه فترات طويلة من وقته يفكر فيه، وتعرضه للخيالات بل والهلاوس الخاصة بالجنس، وعدم قدرته على التركيز مع سعيه الدائم لتكوين علاقات مع الطرف الأخر والاهتمام بالمنشطات والمقويات الجنسية وحديثه الدائم فى الجنس والعلاقة الحميمة، وإيمانه بأن الجنس هو أفضل وسيلة للسعادة وممارسته للعادة السرية ومشاهدته للصور والمقاطع الجنسية .