ألمح وزير الخارجية اللبنانى جبران باسيل إلى حدوث خديعة فى عرسال من خلال تحرير البلدة من دون العسكريين. وقال الوزير - فى بيان صحفى وزعه مكتبه الإعلامى اليوم - "إنّنا لم نقل أبداً بتحرير عرسال من دون العسكريين، ولم نتصوّر حدوث أمر كهذا بتأكيدات المسئولين المباشرين عنه، ولم نعرف حتى بإمكانية حصوله إلى أن أدركنا الخديعة التى أثبتت فكرة أنّ من لا إنسانية عنده ومن يُكفِّر الناس على دينهم لا يمكن الركون إلى أى اتفاق معه". وأضاف" قلنا منذ بداية الربيع العربى إنّ داعش والنصرة وكلّ جماعات التكفير هى أخطار حقيقية وقائمة مهددَة للوجود والكيان والعيش الكريم، فيما أنكر بعضهم خطرهم، وتنكّر كثيرون حتى لوجودهم". وتابع" فور بدء حادثة عرسال الأخيرة، إنّ عرسال بلدة لبنانية محتلّة من جماعات أجنبية مسلّحة ويجب تحريرها، وإنّ المخطوفين من جيش وأمن داخلى هم أبناؤنا من كلّ الأديان والمناطق". وأشار إلى أنّ الإرهاب هو نقيض النموذج اللبنانى وهدَام له، وإنه لا يُعبّر عن الإسلام ويضرب المسلمين والمسيحيين. وشدد الثقة الكبيرة فى الجيش اللبنانى وبأنّ كلّ اللبنانيين وعلى رأسهم حكومتهم هم ضد الإرهاب..لافتا إلى أنّ لبنان ليس بيئة للإرهاب، ولكن حذَرنا من أنّ بعض تجمّعات النازحين يمكن أن تكون بيئة حاضنة لبعض الإرهابيين. وأشار إلى أنّ مشكلة عرسال بدأت مع مشكلة النزوح السورى إلى لبنان منذ ثلاث سنوات، وتحديداً بتغلغل النازحين والمسلّحين السوريين إليها، واستعمالها قاعدة تموين للمسلّحين، وتشجيع ذلك علناً من قبل مسؤولين لبنانيين، وهى مشكلة استعرت منذ يوم احتلالها. وقال إن احتلال عرسال لا ينتهى إلّا بتحرير جرودها بالكامل حتى الحدود اللبنانية من المسلّحين، و مأساة عرسال لا تنتهى إلّا بتحرير كلّ العسكريين من جيش ودرك. ومحكّ كل هذا هو تحرير سجن رومية (أكبر سجون لبنان ويضم أعدادا كبيرة من الإسلاميين من محتلِّيه ومحوّلِيه إلى غرفة عمليات إرهابية. وأضاف أن المسئوليات السياسية والأمنية كثيرة ما قبل احتلال عرسال، وسكتنا عنها يوم الاحتلال حرصاً على تحريرها وضنّاً بوحدتنا، إلا أنّ أى تقاعس سياسى وأمنى منذ يوم الاحتلال سيؤدى إلى احتلال لكامل لبنان من قبل التكفيريين، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه.