سيطرت حالة من الغضب الشديد على معظم محافظات الجمهورية بسبب الغرق المستمر فى الظلام، ففى سوهاج تجاوزت مدة انقطاع الكهرباء 10 ساعات ما جعل الأهالى يقولون إن الكهرباء أصبحت ينطبق عليها القول «ساعة تروح وساعة تيجى»، وطالب الأهالى بسرعة تدخل الرئيس السيسى وإقالة وزير الكهرباء والمسؤولين المتكاسلين عن العمل. وأكد أحد المسؤولين بقطاع الكهرباء بسوهاج، رفض ذكر اسمه، أن مشكلة الكهرباء من الممكن حلها بعدة طرق أهمها تطهير الوزارة من العناصر الفاسدة التى تجلس داخل المكاتب المكيفة، ونشر فرق بالشوارع على مدى الساعة لتتأكد من فصل التيار الكهرباء عن جميع أعمدة الإنارة بالشوارع والتى تعمل نهارا وتنطفئ ليلا، ومتابعة ملاعب مراكز الشباب التى تعمل بالكشافات لكبيرة وتضاء نهارا أيضا، هذا بالإضافة إلى تحرير محاضر ضد الملاعب الجديدة التى أنشأها الأهالى بالمخالفة لممارسة كرة القدم ليلا والتى تستخدم كشافات إنارة عملاقة من شأنها استنزاف الكهرباء والتى لا يوجد بها عدادات. وأوضح أن الكارثة الكبرى هى التوصيلات العشوائية للمنازل التى تم بناؤها على أملاك الدولة وعلى الأراضى الزراعية بأنحاء المحافظة، والتى قامت بتوصيل الكهرباء من الخطوط الرئيسية دون أوراق، كما أن المنازل قامت بفتح مشروعات للصناعات الثقيلة من حدادة ولحام ودكو وصيانة سيارات، والتى تحتاج طاقات كهربائية كثيفة تؤثر أيضا بشكل كبير على الكهرباء، خاصة أن نسبة المستهلك من كهرباء المحافظة فى تلك التعديات بلغت %40 من إجمالى ناتج الكهرباء بالمحافظة، مع العلم أن كل هذا يتم تحت مسمع ومرأى المحليات والكهرباء. وفى القليوبية سيطرت حالة من الغضب الشديد على أبناء محافظة القليوبية لاستمرار انقطاع التيار الكهربائى عنهم بالساعات يوميا، حيث هددوا بقطع الطرق وشريط السكك الحديدية بعد تعرضهم لخسائر فادحة بسبب انقطاع التيار الكهربائى، حيث شهدت المحافظة انقطاع التيار الكهربائى يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين أكثر من 3 مرات تتعدى المرة الواحدة أكثر من ساعة ونصف. كما هدد المئات من ملاك مصانع الغزل والنسيج بشبرا الخيمة، بقطع الطريق الزراعى بميدان المؤسسة الجديد وتنظيم وقفة احتجاجية؛ للمطالبة بإقالة وزير الكهرباء، ومحاسبة المسؤولين فى القطاع والعاملين فى الجهات التنفيذية. وقال عبدالعزيز بركة صاحب مزارع دواجن إن انقطاع التيار الكهربائى بصفة مستمرة أدى إلى وقوع خسائر فادحة لدى غالب أصحاب المزارع بسبب زيادة ارتفاع درجات الحرارة وقلة التهوية الأمر الذى أدى إلى نفوق آلاف الدواجن، مطالبا المسؤولين بالتحرك الفورى. وفى الفيوم، وبعد الانتظام، وعدم انقطاع الكهرباء بالمحافظة خلال أيام عيد الفطر المبارك عاودت الأزمة الظهور منذ أمس الأول بكل القرى والمدن بمراكز المحافظة، حيث بدأت الكهرباء تنقطع بما يزيد على 6 مرات يوميا على مستوى المحافظة، ما جعل حالة من الغضب تسيطر على المواطنين بالمحافظة. وأشار المواطنون إلى أن أعمالهم توقفت، خاصة أصحاب الشركات والمشروعات الخاصة والذين يعملون فى فترة المساء، مؤكدين أن الكهرباء انتظمت على مدى أيام عيد الفطر المبارك، ما يعنى أن المسؤولين قادرون على حل المشكلة وانتظام الكهرباء. من جانبه أكد الدكتور حازم عطية، محافظ الفيوم، أن انقطاع الكهرباء يأتى تنفيذا لتعليمات مركزية من القاهرة بمعنى أن الموظف المسؤول يتلقى اتصالا هاتفيا بإسقاط الكهرباء عن المنطقة من 1 إلى 10، ولابد من التنفيذ خلال دقائق حتى لا تحدث كارثة، ما يعنى أن الموظفين بالمحافظة وقطاع الكهرباء بالكامل غير مسؤولين عن توزيع انقطاع الكهرباء فى إطار سياسة تخفيف الأحمال. وأشار المحافظ إلى أنه من الأسباب الأساسية فى مشكلة الكهرباء تعديات السرقة من قبل المواطنين وأصحاب المبانى المخالفة الذين يقومون بعمل التوصيلات وسرقة التيار الكهربائى، مؤكدا أن خمس الكهرباء المستهلكة بالفيوم مسروقة. ومن ناحيته، أكد مصدر بقطاع الكهرباء بالفيوم أن مجهولين قاموا بإطلاق النيران على 14 محولا على مستوى مركز ومدينة الفيوم، وتسببوا فى أعطال بعدد من هذه المحولات، وجار إصلاحها، وأشار المصدر إلى أن هذه ليست الواقعة الأولى فمنذ أيام قام مجهولون بإطلاق النيران على 8 محولات كهرباء بمركزى طامية وسنورس وتسببوا فى أعطال كبيرة بهذه المحولات. وفى الأقصر تجاهلت حكومة الدكتور إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، طبيعة مدينة الأقصر السياحية، ولم تتخذ قرارا باستثنائها من خطة تخفيف الأحمال الكهربائية، أسوة بمحافظة الغردقة، حيث خيم الظلام على مدينة الأقصر السياحية، وأصبح السياح يخافون الخروج ليلا، نظرا لانقطاع التيار الكهربائى لأكثر من 6 ساعات، مقسمة على 4 مرات خلال اليوم. وقال رضا الجداوى، مدير استقبال بأحد الفنادق العائمة، إن «القطاع السياحى فى الأقصر انهار خلال الفترة السابقة»، مؤكدا أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى بالمدينة السياحة من الممكن أن يكون له مردود سلبى على صناعة السياحة، مضيفا أن السياح حاليا يتفقدون الآثار الفرعونية داخل المعابد باستخدام الكشافات. وقال الخبير السياحى مصطفى الكريتى إن الأقصر على الرغم من احتوائها على ثلث آثار العالم، لكن القطاع السياحى بالمدينة شهد انهيارا تاما عقب ثورة 25 يناير، واستمر الحال حتى اندلاع ثورة 30 يونيو بعدها بدأت المعدلات السياحية تعود ببطء إلى ما كانت عليه، ولكن فى ظل أزمة التيار الكهربائى التى حلت على المدينة السياحية فى ظل تجاهل المسؤولين لخطر هذه الأزمة على القطاع السياحى فإن القطاع سينهار أكثر من انهياره بعد ثورة 25 يناير. وأضاف «الكريتى» أن عودة السياحة مرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن الذى يفتقد فى حال الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى، والذى يخلق بيئة آمنة للمجرمين ليفعلوا ما يحلو لهم دون رقيب، مؤكدا أن هذا يحرم الدولة من دخل يقدر ب13 مليار جنيه سنويا. وفى المنيا عبر الأهالى عن حالة الاستياء التى تخيم على جميع أهالى المنيا بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى يوميا بقولهم «من 5 إلى 6 ساعات يوميا انقطاع التيار الكهربائى بمحافظة المنيا»، ما تسبب فى تلف كثير من الأجهزة الكهربائية فى المنازل، وتسبب فى ارتفاع أسعار المولدات الكهربائية إلى الضعف. وفى الإسكندرية اصطف العشرات من سيدات المنتميات لجماعة الإخوان بالإسكندرية بمنطقة كوبرى «أبيس» شرق المحافظة، للتنديد بغلاء الأسعار وقطع الكهرباء، وحملت السيدات خلال مسيرتهن لافتات للتنديد بغلاء الأسعار وأخرى للمطالبة بالإفراج عن المقبوض عليهم، ملوحات بإشارة رابعة العدوية.
